العنوان اسم للرواية الوحيدة للكاتبة الأمريكية هاربر لي كتبتها سنة 1960م وهي تتحدث عن التمييز العنصري ضد السود الأمريكان، وتقوم الرواية من وجهة نظر طفلة لأحد المحامين الذين يتولون الدفاع عن رجل أسود متهم باغتصاب امرأة بيضاء مما يهدده بالإعدام. أحداث الرواية التي تروى بأسلوب شيق وشفاف لاسيما أن الكاتبة امرأة والراوي طفل يجعل حمل اللغة عليك خفيفاً أثناء تنقلك بين صفحاتها. في روايتها الوحيدة تلقي الكاتبة الضوء على مفارقات عنصرية بغيضة ف (توم الربنسون) الرجل الأسود بيد واحدة وهو جد مهذب، بل إنه وهو المتزوج والأب كان يقوم بدور مساعدة الفتاة البيضاء كلما طلبت منه ذلك. رغم قسوة تلك القصة إلا أنها وفي المحصلة فإن الإنسانية بشكل عام تتجه للأحسن والبؤر التي لا تزال تبدع تخلفاً ووحشية وعنصرية زائلة لا محالة لعل في كاتبتنا وجدها البعيد دليلاً على ذلك في المقابل تنتمي الفتاة البيضاء الى طبقة تشتهر بسوء سلوكها وقذارتها لدرجة انها تسكن حظائر الخنازير ومع ذلك ومع معرفة المحلفين بأن الكدمات على وجه الفتاة بسبب أبيها فإنها أي هيئة المحلفين تحكم بالإعدام على توم روبنسون! ولا يلحق الضرر الفتى الأسود، بل حتى المحامي الذي كان يدافع عنه الذي أخذ يلقب من قبل المجتمع هناك بمحب الزنوج، ويستعير منه بعض أفراد عائلته وتنشأ من ذلك معارك بين الصغار. حازت هذه الرواية على جائزة البولتزر الأمريكية وبيع منها 30 مليون نسخة منذ تاريخ نشرها لأول مرة وتم تحويلها الى فيلم حاز على الكثير من لمشاهدة. كما أصبحت - وهذا هو الأهم - من المقررات الدراسية بوصفها مادة أساسية يدرسها طلاب المدارس والجامعات. بعد صعود نجمها توارت الكاتبة عن الأنظار ولم تستجب لطلب الآخرين كتابة رواية أخرى. الطائر البريء هنا هو نوع من الطيور يسمى المحاكي ليس له أي ضرر على البيئة فهو لا يأكل المحاصيل ولا يعشش ويوسخ البيوت ولا يصنع إلا أن يغرد تماماً مثل توم ربنسون الأسود الشديد التهذيب ذي العاهة بيده اليسرى، وكذلك الذي لا يتوانى عن مساعدة الآخرين حتى بيد واحدة. الجدير بالذكر إن الكاتبة هاربر لي هي ابنة جنرال قوي ومعروف كان من الجيش الكونفدرالي الجنوبي الذي قاد الحرب ضد محرري العبيد في الشمال، وقد خرج من سلالته الآن من يتطهر لتلك الحالة التي قتل سلفهم فيها وبسببها. رغم قسوة تلك القصة إلا أنها وفي المحصلة فإن الإنسانية بشكل عام تتجه للأحسن والبؤر التي لا تزال تبدع تخلفاً ووحشية وعنصرية زائلة لا محالة لعل في كاتبتنا وجدها البعيد دليلاً على ذلك. تويتر: @attasaad1