تسلم وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة صباح اليوم السبت القرار الرسمي وراية الرياض عاصمة الصحافة العربية من سفير الإعلاميين العرب رئيس ملتقى الإعلاميين الشباب العرب هيثم يوسف ناقلاً تحيات رئيس وأعضاء مجلس الوحدة الإعلامية العربية في الأردن؛ حيث أعلن رئيس المجلس يوسف في وقت سابق من العاصمة الأردنية عمان عن قرار اجتماع مجلس الأمناء الذي نص على اختيار الرياض عاصمة الصحافة العربية لعام 2013، وانتقال الراية من المنامة إلى الرياض. جاء هذا الاختيار نتيجة للجهود التي بذلتها وتبذلها حكومة المملكة العربية السعودية في ظل قيادتها الرشيدة ورؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله -، وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وإلى الإنجازات الكبيرة التي حققتها وزارة الثقافة والإعلام، وعلى رأسها وزير الإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة. وسجلت الصحافة السعودية حضوراً لافتاً في الساحات الإعلامية المحلية والعربية والدولية، واكبه من خلاله مراحل مسيرتها التاريخية؛ حيث تأسست أول صحيفة سعودية، وهي “أم القرى” عام 1343ه / 1924م، وصدر أول نظام للمطابع والمطبوعات عام 1347ه / 1928م، وبتطويرهما تأسست الإذاعة عام 1368ه / 1949م، وتأسس التليفزيون عام 1385ه / 1965م، وبعد ذلك أخذت سلسلة الإنجازات تتوالى في جميع وسائل الإعلام، مستهدفة خدمة المجتمع وتنويره فكرياً، وثقافياً في إطار من الأخلاق القائمة على مُثل وقيم الإسلام وآدابه. واستناداً إلى هذه الحقبة التاريخية المشهود لها على الساحتين العربية والدولية منذ توحيد المملكة على يد الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود أدركت المملكة العربية السعودية في وقتٍ مبكر من القرن الماضي أهمية الإعلام الخارجي وضرورته في عالم اليوم. وبدأت المملكة مرحلة الانتشار الإعلامي الخارجي، وعملت على إنشاء عديد من الأجهزة العاملة في هذا المجال منذ أن بدأت مؤسسات الدولة الحديثة تتبلور على يد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود مدعومة بالإمكانات اللازمة والخبرات المتراكمة لتؤدي أهدافاً إسلامية ووطنية لإيصال صوت المملكة إلى الخارج والدفاع عن العقيدة الإسلامية وقضايا المسلمين حول العالم بصورة حضارية تبين مدى الجهود الجبارة والمخلصة التي بذلت في سبيل نقل البلاد إلى عصرية القرن الحادي والعشرين. في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز – حفظه الله ورعاه – أصبحت المملكة تمتلك شبكة إذاعية وتليفزيونية أرضية وفضائية، فبالإضافة إلى الإذاعات السعودية، والبرامج الإذاعية الموجهة بعدة لغات، هناك شبكة من القنوات التليفزيونية الأرضية والفضائية تتمثل في القنوات الأولى، والثانية، والرياضية، والإخبارية، وقناة أجيال، وقناة الاقتصادية، والقناة الثقافية، وقناتي القرآن الكريم، والسُّنة النبوية. واتجه للاستثمار الإعلامي مبكراً في دخول اقتصاديات الإعلام، على المستوى الفضائي والأرضي، وتعاظم الاستثمار بشكل كبير، وبلغ عدد القنوات الإذاعية و التليفزيونية أكثر من 600 قناة يشكل الاستثمار السعودي فيها أكثر من 70%، وأدرك المخططون والمنفذون السعوديون في القطاعين الحكومي والأهلي أهمية الالتحاق المبكر بتقنيات الإعلام المرئي والمسموع والمطبوع؛ حيث تم ربط الإذاعات السعودية وقنوات التليفزيون التسع بأقمار صناعية عربية وعالمية، ودخلت الصحافة السعودية مجتمع الإعلام الشامل إعداداً وإخراجاً وطباعة، وكانت نتيجة ذلك أن نشأت خبرات كبيرة لدى أقلام صحفية سعودية مرموقة، وبرز إعلاميون سعوديون في مختلف وسائل الإعلام. كما تبوأت المرأة السعودية دوراً مهماً في إغناء وإثراء الإعلام السعودي بطاقات مبدعة وخلاقة شكلت إضافة نوعية لوسائل الإعلام السعودي، الذي أخذ صبغته وهويته من أرض الإسلام العظيم وحكمة القيادة ورصانة الخطاب واعتمد الإعلام السعودي على التوازن والاتزان في مقاربة الحقائق بعيداً عن المهاترات بحيث يوصف هذا الإعلام دائماً بالمصداقية والموضوعية، فكانت الحقيقة والسعي لإدراكها، نهجه الدائم. وأصبح يرتقي إذاعياً وتليفزيونياً بفكر حضاري ومسؤولية اجتماعية وطنية، تراعي المبادئ والأهداف التي جاءت بها السياسة الإعلامية للمملكة العربية السعودية، التي تنص على اعتماد الصدق، وأسلوب الحوار الهادف، واحترام الرأي والرأي الآخر، وانتهاج الوسطية والاعتدال في كل ما يُنتج من برامج إعلامية وكتب ومطبوعات دون إفراط أو تفريط، ينطلق كل هذا من تعاليم القرآن الكريم، والسُّنة النبوية الشريفة ضمن منظومة من القيم الأخلاقية والإنسانية ودخل الإعلام السعودي مراحل التحديث بكل تقنياته العالية، وقدراته على تبادل المعلومات وبثها ونشرها صوتاً وصورة، وحافظ على قيم المجتمع الإسلامي في خضم منافسات إعلامية فضائية شرسة، وسماء مفتوحة غابت عنها معايير البث الفضائي وتشريعاته. وبانضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية دخلت عصراً جديداً، ورسمت خطواتها على مسار طموح للارتقاء سريعاً في العمل الإعلامي بما في ذلك تطوير البنى التحتية للإعلام وتنويعها، وإيجاد فرص جديدة للاستثمارات داخل المملكة من خلال إصدار تراخيص لقنوات الإف إم الإذاعية، وبات الإعلام المرئي والمسموع السعودي قطاعاً بالغ النشاط يساند الاقتصاديات السعودية القائمة على المعرفة، ومكانة المملكة وثقلها الإسلامي والسياسي والاقتصادي، وفتح سوق الإعلام المرئي والمسموع أمام المنافسة. إن مسيرة الإصلاح التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز من خلال الحوار الوطني والتحولات الاقتصادية، وبروز المدن الصناعية والاقتصادية، وثقل المملكة السياسي والاقتصادي والإسلامي، وضع الإعلام السعودي وبالذات الإذاعة والتليفزيون في تحديات مستمرة ضمن تحديات مستمرة على المستوى المهني، والتقني، والتشريعي. وعلى المستوى الخليجي.. أسهمت المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الثقافة والإعلام في كثير من الرؤى والمقترحات من أجل تعزيز العمل الإعلامي الخليجي المشترك، وأعدت إستراتيجية متكاملة للإعلام الخليجي ستقدم إلى الاجتماع القادم لوزراء الإعلام في دول مجلس التعاون الخليجي، وتحتضن المملكة جهاز إذاعة وتليفزيون الخليج أحد المؤسسات الإعلامية الخليجية المشتركة. وعلى المستوى العربي يتبوأ الإعلام السعودي الشامل مكانة مرموقة على الساحة الإعلامية العربية، حيث استطاع بمصداقيته وموضوعيته من تعزيز العمل العربي المشترك، وتعد المملكة حالياً إستراتيجية إعلامية عربية للتصدي للإرهاب ومكافحته من خلال رؤية برامجية إذاعية وتليفزيونية وإخبارية حضارية، وستقدم هذه الإستراتيجية إلى وزراء الإعلام العرب في اجتماعاتهم القادمة. على المستوى الإسلامي تحتضن المملكة منظمة التعاون الإسلامي، التي تؤدي دوراً عظيماً في الدول الإسلامية على الأصعدة السياسية والاقتصادية والتنموية والإنسانية وإزاء هذا الدور الكبير كانت ذراع الإعلام السعودي التي تواكب كل تلك الأنشطة العربية العالمية عاكسة روح الإسلام العظيم على مساحة تمتد من المغرب إلى أندونيسيا، كما تدعم المملكة كل حراك إعلامي إسلامي من شأنه تعزيز العمل الإعلامي المشترك باحتضانها لمؤسستين إعلاميتين إسلاميتين، هما اتحاد إذاعات الدول الإسلامية، ووكالة الأنباء الإسلامية الدولية. وقد أخذت الثقافة في عهد خادم الحرمين الشريفين نصيباً كبيراً من التوسع والانتشار من خلال الفعاليات الثقافية داخل المملكة وخارجها، وانتشرت ثقافة الحوار، وتقدم وزارة الثقافة والإعلام كل عون لكل مبدع ومنتج ثقافي باعتبار أن الثقافة إبداع ينبع من المثقف نفسه؛ حيث اكتمل إعداد إستراتيجية التنمية الثقافية في المملكة العربية السعودية. وتناولت الإستراتيجية الأنشطة الثقافية ونشرها، وركزت على المؤسسات الثقافية مثل: الأندية الأدبية، وجمعية الثقافة والفنون، والمكتبات، والفنون التشكيلية والمسرحية وغيرها، كما عالجت آليات تنفيذ العمل الثقافي ودعمه من خلال الأنظمة والتشريعات والموارد البشرية ودعم المبدعين الثقافيين ورعايتهم، وتطوير البنى التحتية للثقافة مثل: مهرجان الجنادرية الذائع الصيت، ومعرض الرياض الدولي للكتاب أحد المعالم الثقافية السعودية، وكذلك فعاليات الأسابيع الثقافية السعودية في بقاع العالم. وكان للإعلام والثقافة في المملكة العربية السعودية نصيب كبير من التطور والنهوض، والتحديث في جميع مساراته بتوجيه دائم ومستمر ورعاية ملكية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، ومن سمو ولي عهده الأمين، ومن سمو النائب الثاني – حفظهم الله -. وانطلاقاً من هذه المعطيات والتاريخ الحافل بالإنجازات قرر مجلس الوحدة الإعلامية العربية اختيار الرياض عاصمة الصحافة العربية لعام 2013؛ حيث سيقوم المجلس بالشراكة مع وزارة الثقافة والإعلام بتفعيل أنشطة عاصمة الصحافة العربية اعتباراً من مطلع شهر آذار مارس 2013 التي ستشمل عدداً من المحافظات في المملكة العربية السعودية. وسبق لملتقى الإعلاميين الشباب العرب أن كرم عدداً كبيراً من الصحفيين والإعلاميين السعوديين في ملتقياته الأربعة الماضية، كما اختار صحيفة الرياض كأبرز صحيفة عربية في الملتقى الثالث للإعلاميين الشباب العرب الذي عقد في عمان برعاية الأمير ريم علي مؤسس معهد الإعلام الأردني، وبحضور دولة رئيس الوزراء الأردني عام 2010. الرياض | الشرق