هل بلغت أزمة اليمن الاستعصاء عن الحل؟ التصعيد الأخير من قبل الرئيس علي عبد الله صالح, ومن المعارضة وموقفهم من دعوة دول مجلس التعاون الخليجي للاجتماع في الرياض, ومناقشة أزمتهم والحلول التي يرتضونها لم تنل الرضا الكامل . وهو ما يتطلب من الأطراف التمعن في دعوة مجلس التعاون واعتبارها فرصة ثمينة لمنع وصول الأزمة إلى أفق مسدود مما قد يدفع اليمن إلى فوضى سياسية قد تستفيد منها أطراف أخرى تريد الشر للشعب اليمني. المراقب للمشهد اليمني يرى أن تطور الأحداث يأخذ منحى تصاعديا . ويكاد يشل الحياة الطبيعية, ويؤزم الأطراف ويدفعهم إلى مواقف صلبة لا رجوع فيها في مرحلة يستقوي فيها كل طرف على الآخر بالشارع . وحركة الجماهير واصطفاف أجزاء من الجيش إلى المعتصمين والمتظاهرين. الواقع اليمني معقد بفعل تعدد القوى المتصارعة والتي تتراوح ما بين ثورة شبابية ومعارضة تزداد حجما كل يوم إضافة إلى حراك جنوبي وحوثي مؤيد وما بين قوى متناثرة من بعض قبائل اليمن والمستفيدين من النظام اليمني . وهذا المشهد الذي نراه مباشرة على شاشات التلفزة كل يوم يمنع الجميع من الجلوس على طاولة المفاوضات للوصول إلى حل عادل يرضي طموح الشعب اليمني ويمنع انقسامه أو انقسام الأجهزة العسكرية. في حالة مثل اليمن لا مجال فيه للرجوع إلى الوراء على النظام اليمني وعلى رأسه الرئيس علي عبد الله صالح أن يغلب المصالح العليا للشعب وان يقبل دعوة دول المجلس قبل أن تأخذ الأحداث تصعيدا يؤدي إلى خسارة كبيرة للنظام في اليمن . وكلنا يدرك أن الاستجابة للتحديات تتطلب فهما عميقا للمسار السياسي والتغييري في مثل هذه الحالة الماثلة أمامنا في اليمن ودول الخليج يعتبرون الشعب اليمني شعبا شقيقا وأمنه من أمن دول المجلس . واستقرار اليمن يعزز استقرار المنطقة ولا يفتحها على انكشاف إقليمي تتربص به دوائر مستغلة المرحلة التاريخية القلقة لليمن. مازال الوقت في صالح الرئيس علي عبد الله صالح وفي صالح الشعب اليمني للوصول إلى حل يمنع اليمن من الوقوع في الانقسامات الخطيرة التي قد تؤذي الأشقاء في اليمن.