قبول أطراف النزاع في اليمن دعوة المملكة بوقف إطلاق النار وتثبيته في مختلف أنحاء العاصمة واعتماد الوسائل السلمية في حل الخلافات هو البداية لوضع حد للازمة اليمنية بعد أن تعدت الأحداث المنطق إلى الفوضى والدمار وسفك الدماء. المملكة حريصة على أن يعبر اليمن من أزمته إلى بر الأمان وحين تقدمت المملكة مع مجلس التعاون الخليجي بمبادرتها لتسوية الأزمة والخروج بحلول واقعية كان الهدف الأساس منع اليمن من الانزلاق إلى الحرب الأهلية التي لاحت بوادرها خلال الأيام الماضية والمملكة تدرك أن الأضرار المترتبة على أحداث اليمن قد تخلق وضعا معقدا في المنطقة خصوصا أن هناك جهات مستفيدة من استمرار الوضع الحالي بل هي تشجع على انقسام الشعب اليمني وتجزئة الدولة وخلق كيانات مضطربة على حدود المملكة. الدعوة التي قامت بها المملكة في وقف القتال إنما هي نابعة من مسؤوليتها كدولة اقليمية مهمة يقع على عاتقها توفير الأمن والاستقرار للجزيرة العربية ومنطقة الخليج حتى تتفرغ الدول والشعوب لبناء نفسها وتحقيق إنجازاتها التنموية بما يعود بالخير على الشعوب لأن الحروب والنزاعات تدفع إلى خلخلة الأوطان وإجهاض فرص التطور التي بدأت تشهدها بعض دول المنطقة قبل أن تعصف الأحداث العربية والاحتجاجات بأوراق التنمية وبناء الإنسان. المملكة معنية بشكل مباشر بسلامة اليمن ووحدة ترابه ومن واجبها كدولة مهمة في المنطقة أن تساعد اليمن في تثبيت أمنه واستقراره وأن تؤمن الدعم السياسي والمعنوي والمادي لدولة شقيقة عزيزة واستقرار اليمن هو استقرار أكيد للمنطقة فليس من صالح المنطقة أن تتحول دولة اليمن إلى دويلات على غرار الصومال وليس من مصلحة دول المجلس أن تعبث أيد غريبة وقوى إرهابية باليمن لتحقيق مآرب خاصة بها. المملكة حين تدخلت لوقف إطلاق النار والدعوة إلى اعتماد الوسائل السلمية إنما تعبر عن موقف مبدئي لا يرى في النزاعات المسلحة والعنف والفوضى وسفك الدماء سوى الدمار بعينه الذي يهدد الدول والمجتمعات. وتؤمن أن الوسائل السلمية القائمة على الحوار والمفاوضات هي الحل الأنسب لمشاكل الدول والمجتمعات. والمبادرة الخليجية مازالت هي الحل الأكثر واقعية لإنهاء أزمة اليمن واجتماع كافة الأطراف حولها من خلال توقيعها والالتزام بها يعني العبور بالأزمة إلى بر الأمان وحفظ دماء الشعب اليمني وحفظ وحدة التراب وسد الباب على المتربصين وأصحاب الأجندات الخارجية والخاصة التي عادة ما تستثمر أي اضطراب لصالحها من خلال تأجيجه لذلك نأمل أن يلتزم الأطراف بالوسائل السلمية لحل الخلافات منعا لأي ارتدادات لا يمكن السيطرة عليها وقد يدفع جراءها الشعب اليمني أكلافا باهظة.