نقلت صحيفة الوطن ما بدا أنه طرائف من ردود الوزراء على أسئلة الصحفيين أثناء افتتاح أعمال مؤتمر «يورومني السعودية». على سبيل المثال، وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف استعار جملة يوسف الثنيان الشهيرة حين أجاب على أحد الأسئلة بقوله: «كيف الحال؟». أما وزير الاقتصاد والتخطيط محمد الجاسر فكان رده مقتضبا على نحو: «كل شيء زين». وتقول الصحيفة إن محافظ مؤسسة النقد فهد المبارك، أصيب بنفس العدوى حول سؤال عن التغييرات التي شهدتها المؤسسة حين قال للصحفي: «اعذرني»، بينما أرجع رئيس مجلس هيئة سوق المال، محمد آل الشيخ، الصحفيين للموقع الإلكتروني. ورغم ما يبدو من طرافة هذه الأجوبة، وهذا النقل الإعلامي الموفق لها، إلا أنها تدل على أن الوزراء في هذا الزمان في واد والإعلام في واد آخر، فالأخير يتغير بينما أصحاب المعالي في أماكنهم يراوحون في التعامل معه، وكأنهم يريدون أن نعود إلى ذلك الصمت المطبق وبيانات إدارات العلاقات العامة الملغمة بما يريدون قوله والبعيدة عما يريد الصحفيون أو الناس أن يسألوا عنه. ورغم ما يبدو من طرافة هذه الأجوبة، وهذا النقل الإعلامي الموفق لها، إلا أنها تدل على أن الوزراء في هذا الزمان في واد والإعلام في واد آخر، فالأخير يتغير بينما أصحاب المعالي في أماكنهم يراوحون في التعامل معه، وكأنهم يريدون أن نعود إلى ذلك الصمت المطبق وبيانات إدارات العلاقات العامة الملغمة بما يريدون قوله والبعيدة عما يريد الصحفيون أو الناس أن يسألوا عنه. وما أعرفه شخصيا، بحكم خبرتي الطويلة في مجال الصحافة والإعلام، أن الصحافة إذا فُرغت من كونها سُلطة محترمة تحولت إلى أداة (متسلطة) تقتات على التصيد والشائعات وكشف الغطاء عن كل ما تجذب رائحته أنف الصحفي. وبالتالي فإن على وزرائنا الكرام وكافة المسؤولين أن يقطعوا الطريق على التقول والاجتهادات بإعطاء الاعتبار الصحيح لوسائل الإعلام المسؤولة والمحترمة، بحيث يحظى أي سؤال من أي صحفي بانتباه الوزير وإجابته الكاملة الدقيقة، وإلا فسوف يبقى الأمر على ما هو عليه: مزيد من خبط العشواء الصحفية لأن الوزراء يستثقلون النطق بالمعلومات والحقائق ولا يتحملون الأسئلة الصعبة، الجديدة والمتكررة. تويتر: @ma_alosaimi