في الحديث القدسي «إذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ نادى جِبْرِيلَ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحْبِبْهُ فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أهل السَّمَاء، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلَانًا فَأَحِبُّوهُ فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الْأَرْضِ» . هذا أنتم يا خادم الحرمين الشريفين، أحبكم الله فحبب خلقه فيكم ، وجعل لكم قبولاً في الأرض . إمامٌ عادلٌ حفظكم الله ؛ ظل الله في الأرض. ملكٌ زاهد تقي ملهمٌ وأبٌ حنونٌ ، وراع أمين، سياسي محنك ؛ حكيمٌ ؛ نسيج وحدة في هذا الزمان، وهذه الظروف العصيبة التي يمر بها العالم . وفقنا الله بقيادتكم ووفق الأمة والشعوب الأخرى بكم لقيادتها لبر الأمان . صدقتم مع الله فأديتم الأمانة وقمتم بواجبها مؤمنين بحق الله عليكم وحق رعيتكم ، فنشرتم العدل والرخاء . نحن النساء شملتنا رعايتكم واهتمامكم فأصبح لنا حضور في كل مكان ؛ يكفينا فخراً وصولنا لمجلس الشورى . لسنا وحدنا من يبتهل إلى الله بأن يبقيكم لنا ذخراً ويجزيكم عنا خيراً ؛ بل كل حاج ومعتمر فزتم بدعائه لكم في ظهر الغيب لما بذلتموه سيدي من جهود خارقة في خدمة ضيوف الرحمن وتسهيل أداء نسكهم نجدد لكم البيعة يا سيدي ومولاي ؛ ليس فقط في يوم السادس والعشرين من جمادى الآخرة من كل عام ولكن نجددها بكل حب ؛ وتقدير؛ وولاء ؛ ووفاء ؛ وصدق ؛ مع كل نفس نتنفس به ؛ ومع كل نبضة قلب تنبض «أنا بدونكم لا شيء» بل نحن بدونك يا والدنا الحبيب لا شيء ؛ عشتم لنا ذخراً وللأمة العربية والإسلامية . «ما أنا إلاّ أقل من خادم لكم» حفظكم الله وعافاكم ؛ بل أنتم تاج على رؤوسنا أسرتمونا بتواضعكم الكريم ؛ أطال الله عمركم وأبقاكم . في الحديث الشريف «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمُ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ ، وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ» ؛ وليس أصدق من كلام الحبيب عليه أفضل الصلاة والسلام . البيعة ليست فقط تجديداً لعهد وميثاق وإجماع وطني ولكنها عاطفة ووجدان صادق بين ملك يحب شعبه وشعب أحب مليكه بكل معان للود والولاء والإكبار والتقدير من أول لحظة في تاريخ البيعة التي ستظل مشرقة عبر التاريخ . كل هذا التلاحم ؛ والأمن ؛ والأمان لم يأت من فراغ وإنما هو ثمرات أعمال جليلة تمت في فترة تاريخية قياسية لا يصدقها عقل ومن الصعب حصرها ؛ انجازات غير مسبوقة على كافة الأصعدة ؛ في ثمانية أعوام فقط . جعلها الله في ميزان حسناتكم ؛ منها التعليم الجامعي ؛ والبعثات ؛ والصحة ؛ أطال الله عمركم . وهذا غيض من فيض . نحن النساء شملتنا رعايتكم واهتمامكم فأصبح لنا حضور في كل مكان ؛ يكفينا فخراً وصولنا لمجلس الشورى . لسنا وحدنا من يبتهل إلى الله بأن يبقيكم لنا ذخراً ويجزيكم عنا خيراً ؛ بل كل حاج ومعتمر فزتم بدعائه لكم في ظهر الغيب لما بذلتموه سيدي من جهود خارقة في خدمة ضيوف الرحمن وتسهيل أداء نسكهم . وبهذه المناسبة السعيدة أتقدم بأصدق التهاني وأجمل التبريكات لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين وفقه الله ؛ ووفق ولي عهده الأمين ؛ وللعائلة المالكة ؛ والشعب والوطن مقرونة بالدعاء للمولى عز وجل أن يطيل عمركم ويهبكم موفور الصحة والعافية . [email protected]