ذكرى البيعة ... تأتي بحدثها الأهم في مسيرة الوطن و هي تجسيد لحلم أمة رأت في قيادتها منذ مراحل التأسيس منهجاً ورؤية. قبل ثماني سنوات، حقق المواطنون إرادتهم و استراتيجيتهم التي ارتضوها منذ قيام الدولة السعودية الحديثة على يد الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل - طيب الله ثراه - حيث كانت بيعته من أجل نشوء واستكمال منظومة التوحيد واشارة البدء لقيام الدولة التاريخية على يديه. منذ ذلك الحين جسدت «البيعة نموذجاً وطنياً غالب كل رياح التحديات حتى استقر موج الوطن الهادئ بين ربوعه من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب ليبقى قلب الوطن في الرياض ممراً لأسطورة التوحيد التي حازت إعجاب وتقدير العالم بعبقرية المؤسس. سار الأبناء بذات المجداف الرصين يعبرون بالوطن من تحدٍ لآخر.. استطاع سعود وفيصل وخالد وفهد رحمهم الله، أن يحافظوا على العهد بين القيادة والشعب، في كافة الأرجاء وضربوا بذات المثل القدرة على الانحياز للوطن وقدموا خلال مسيرتهم البيضاء كل أنواع الجهد والتفاني والإخلاص لترتفع راية الوطن. وجاء عهد عبد الله بن عبد العزيز، ليكون تأطيراً للحلم السعودي بكافة تفاصيله ويشهد على روعة الإنجاز حينما يتحقق بطموحات كل مواطن أي مواطن في أقصى بقعة من هذه الأرض. جاء عهد «أبو متعب» ليظلل بأبويته وقلبه، كل سماء ويروي بعرقه وفكره كل أرض كل حبة رمل وكل ذرة تراب، لتشهد على أنه كيف استطاع القائد أن يبدأ بنفسه النموذج الأوفى.. ويقدم سراجه لكل مواطن. طيلة سنوات ثمانٍ.. بارك فيها الوطن والمواطن كل خطوة وأسبغ بتأييده كل قرارٍ يدرك أنه في النهاية سيأتي إليه خيراً له ولأسرته ولأولاده وأحفاده. طيلة سنوات ثمانٍ تلاقت فيها الإرادة الوطنية وتعملقت فيها النتائج لتزيدنا وهجاً وتجعل من عبد الله بن عبد العزيز ابناً باراً وليس مجرد ملك وترسخ منه مواطناً أولاً قبل أن يكون حاكماً أو قائداً، تعزز ذلك بهذا الالتفاف الحميم الذي يطوق جبينه في أروع ملحمة للوفاء والعطاء يسطرها الجميع في محفلنا الوطني الخاص جداً والرائع جداً. طيلة سنوات ثمانٍ، من العهد الوفي.. ظل عبد الله بن عبد العزيز على نفس العهد الذي قطعه منذ أول يوم تولى فيه مسؤولية الوطن الكبير، حريصاً على كل بذرة ومشجعاً لكل جهد، وبانياً لكل لبنة، وراعياً لكل إنجاز.. بمثل ما كان قبله من إحساس بمستوى العمل الوطني، ودافعاً لكل قطرة عرق تُبذل على هذه الأرض. طيلة سنوات ثمانٍ.. واصل «أبو متعب» مسيرته الكريمة من أجل هذا الوطن حافظاً لعهده وباراً بقسمه.. بنفس العزيمة وبذات روح الإخلاص الحثيث متجاوزاً كل التعقيدات والإشكاليات والتحديات الإقليمية والعالمية.. من أجل أن يكون هذا الوطن لكل أبنائه بلا تفرقة أو تقسيم أو تصنيف. طيلة هذه السنوات من عهد القائد والرمز.. حصد الوطن الإنجاز تلو الإنجاز مجدداً مسيرة التأسيس الأولى نحو التأصيل الحقيقي والمعرفي والمعيشي الذي يضمن للمواطن أولاً كل أبنائه ويحقق للوطن كافة كل أحلامه في أن يكون حراً وكريماً وعزيزاً وموحداً في مختلف المجالات، وتشهد هذه السنوات أكبر ضخ قياسي في الميزانية العامة للدولة محققة أرقاماً اعجازية وجه القائد أن تكون كلها تحت إمرة الوطن والمواطن، لتحقق له أفضل خدمة ممكنة دون تقاعس أو تهرب. في هذا الفترة القصيرة جداً من حياة الوطن وجد المواطن السعودي في «أبو متعب» كل ما كان يحلم به، على أرضه ونجح عبد الله بن عبد العزيز في أن يكون في قلب وعقل المواطن في كافة المواقف مثلما وجد التقدير الدولي والإقليمي اللائق به كرمز من رموز العمل الوطني السعودي المخلص في العصر الحديث لذا كان الالتفاف والالتحام وبادله الوفاء بالوفاء. طيلة ثماني سنوات من عهد عبد الله بن عبد العزيز وجل تركيز القائد على أن يكون المواطن أولاً وأن يرد جميل البيعة بجميل العمل.. وأعاد للأضواء اهتمامه بالطبقات الوسطى وغير القادرين، لتشهد بلادنا اهتماماً غير مسبوق بالخدمات الاجتماعية بالتوازي مع محفزات النهضة العمرانية والصحية والتعليمية والعلمية والزراعية والصناعية والثقافية والفكرية والاقتصادية بكل أبعادها التي تلامس هموم وتطلعات المواطن بشكل كبير.. حتى استحق أن نلقبه ب»حبيب الشعب». نجح عبد الله بن عبد العزيز ولا يزال في إدارة الصراع مع القضايا الراهنة وتجاوز بحنكة ودراية، كل الأزمات التي سببها الفكر الظلامي وإجرام الإرهاب وقاد سفينة الوطن إلى التعبير عن نفسها متدثرة بقيم التسامح الإسلامي والإخاء والسلم والأمن والأمان. نجح عبد الله بن عبد العزيز، ونجحنا معه ونجح المواطن والوطن معه. بعهده ووفائه ،بالبيعة التي مدها ذات يوم لتختار الرمز عبد الله بن عبد العزيز قائداً له وللوطن. وها هو المواطن في ذكرى البيعة يمد ذات اليد ويضع عليها عقله و قلبه مصداقاً للعهد مجدداً الأمل والطموح وعاقداً العزم على أن يكون مع القيادة مثلما كان ومثلما كان الآباء والأجداد مع المؤسس وأبنائه الذين خلفوه من بعده. في ذكرى البيعة لا يملك المواطن إلا أن يقول للملك المجدد.. سر ونحن معك بنفس القسم الأول بكل وفاء المواطن الذي حملت همومه وأحلامه وبكل عزم الرجال الذين خاضوا التحديات معك.. من أجل أن يحيا المواطن معك على هذه الأرض بكل عزة وإباء وشموخ. إنه.. حلم هذا الوطن.