النفس البشرية تأنس وتسعد بصحبة الآخرين ومشاركتهم أفراحهم وأتراحهم وكم هو مؤلم الإحساس بالغربة والوحدة في مجتمع كبير متنوع الأطياف والأجناس ثم لا تجد لك أخا أو صديقا أو أنيساً تأنس بصحبته ورفقته. هل أصبحنا في زمان قلّ فيه وانعدم الخل الوفي وعزّ الصديق الحميم والأخ الحنون ؟؟!. للأسف الكل أصبح منشغلا في هذه الحياة بنفسه والبحث الدائم عن لقمة العيش ، إنها دوامة الحياة التي لا تنتهي ونحن ندور في فلكها ونصارع الوقت والزمان وقد يصرعنا ونحن لا ندري! لم يعد أحد يشعر بهموم الآخر كل يفكر في نفسه فقط وهذا أمر صعب للغاية لا تقبله النفس البشرية السوية. نخشى أن تكون هذه الدوامة سببا في فقدنا لأحبة وأعزاء على نفوسنا ونحن لا نشعر وقد تكون الطامة الكبرى عندما يتحول التنافس في العمل إلى صراع مستميت تستحيل معه العلاقات الإنسانية الراقية فتهون علينا العشرة والأخوة ولقمة العيش التي أكلناها سويا من أجل منصب دنيوي ومكانة اجتماعية زائفة ، ويالها من خسارة عظمى تلك التي تفقدنا أحبابنا من أجل عرض من الحياة الدنيا. لنستيقظ من غفلتنا هذه ونبحث عن أروع ما في هذه الحياة الدنيا إنها مشاعر الحب الأخوي الحقيقي الصادق ولنتذكر سنة نبوية أغفلناها من حياتنا المادية المعاصرة ألا وهي سنة التآخي كما آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار ، لنتبع سنته ونقتفي أثره لعل حياتنا تصبح أجمل وأروع بعيدا عن مصالح دنيوية فانية . تحية من القلب لأخت حبيبة تآخينا يوما عندما كنا أطفالا على مقاعد الدراسة وافترقنا من حينها جسدا ولكن بقيت الأرواح متصلة والتواصل الانساني باق مابقيت الروح في الجسد ، أقول لها دمت بخير ودامت أخوتنا إلى أن نلقى الله عز وجل تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله ورعانا الله جميعا وألّف بين قلوبنا على محبته وطاعته. [email protected]