تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -، افتتح صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا رئيس اللجنة الإشرافية العليا لمعهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة مساء الأربعاء، الملتقى العلمي الثالث عشر لأبحاث الحج والعمرة، الذي يقيمه معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة بجامعة أم القرى خلال الفترة من 20 إلى 22 جمادى الآخرة 1434ه، بمشاركة أكثر من عشرين جهة حكومية وأهلية, وذلك في قاعة الملك عبدالعزيز التاريخية بالمدينة الجامعية بالعابدية. وكان في استقبال سموه لدى وصوله مقر الحفل معالي وزير التعليم العالي عضو اللجنة الإشرافية العليا على المعهد الدكتور خالد بن محمد العنقري، ومعالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس، ووكلاء الجامعة ، وعميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة الدكتور عبدالعزيز بن رشاد سروجي . وفور وصول سمو وزير الداخلية صافح رؤساء الأقسام العلمية والبحثية بالمعهد. بعدها بدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم , ثم ألقى عميد المعهد رئيس اللجنة المنظمة للملتقى الدكتور عبدالعزيز سروجي كلمة أوضح فيها أن هذا الملتقى يأتي ضمن سلسلة الملتقيات العلمية التي دأب المعهد على إقامتها سنوياً منذ عام 1422ه لإتاحة الفرصة لجميع الباحثين والمختصين والمسؤولين والعاملين في مجالات الحج والعمرة لتبادل الخبرات وعرض خلاصة ما لديهم من أبحاث ودراسات ومقترحات, لافتاً النظر إلى أن ما يميز هذا الملتقى عن سابقيه طباعة السجل العلمي له الذي يحتوي على النص الكامل لجميع الأبحاث والأوراق العلمية المحكمة . وبين سروجي أنه في هذا العام 1434ه صدرت الموافقة السامية من خادم الحرمين الشريفين بدمج الملتقى العلمي لأبحاث الحج بمكةالمكرمة مع الملتقى العلمي لأبحاث المدينةالمنورة في ملتقاً واحدٍ يعقد سنوياً مرة بمكةالمكرمة وأخرى بالمدينةالمنورة تحت عنوان "الملتقى العلمي لأبحاث الحج والعمرة والزيارة" وبرعاية خادم الحرمين الشريفين مما يدل دلالة واضحة على حرص واهتمام ولاة أمرنا - يحفظهم الله - بهذا النسك العظيم.
وأفاد أن عدد الأوراق العلمية في هذا الملتقى بلغت أكثر من ستين ورقةً وملصقاً علمياً تم اختيارها بدقة متناهية وتحكيمها داخلياً وخارجياً ومن ثمَّ تقديمها على ست جلسات علمية تشمل محورَ الإدارة والاقتصاد وفقه الحج والعمرة، ومحورَ التوعية والإعلام ، ومحورَ البيئة والصحة، ومحور تقنية المعلومات وتطبيقاتها، ومحورَ العمران والتطبيقات الهندسية، ومحور جهود الجهات الحكومية في الحج والعمرة , مشيدًا بما توليه القيادة الرشيدة من دعم كبير لخدمة قاصدي الحرمين الشريفين. عقب ذلك ألقى معالي مدير الجامعة الدكتور بكري بن معتوق عساس كلمة قال فيها : "إنَّ هذهِ الأرضَ المكيّةَ المباركةَ أرضٌ وَلُودٌ ودودٌ ما تزالُ تجودُ كلَّ حينٍ بنفحةِ إيمانٍ، أو لمحةِ إحسانٍ، أو صفحةِ إتقانٍ. أمَّا الإيمانُ .. فحسبُها أنها أرضٌ نَزَلَ فيها الوحيُ ومَشَى عليها الأنبياءُ فقد أذَّنَ إبراهيمُ عليه السلامُ في أنحائها بالحجِّ قال تعالى ( وأذِّنْ في الناسِ بالحج يأتوكَ رجالاً وعلى كلِّ ضامرٍ يأْتينَ من كلِّ فجٍّ عميق) وتلقّى محمدٌ صلى الله عليه وسلّم في حرائها بشائرَ الوحيِ وما بين أبي الأنبياءِ وخاتَمِهِمْ درَجَ على أرضِ مكةَ الطاهرةَ عشراتُ الأنبياء صلواتُ الله وسلامُهُ عليهم أجمعين وأمَّا الإحسانُ فمكةُ وأهلُها مُذْ كانوا وكان البيتُ المعظَّمُ وهمْ أهلُ السِّقَايةِ والرِّفادةِ، يَتَبَاهَوْنَ بهاتَيْنِ المفْخَرَتَيْنِ، وبأنَّهمْ الوحيدونَ الَّذِيْنُ نُهُوا أنْ يُغلقوا أبوابَ دُورِهِمْ أيَّامَ الموسمِ،بل نُهُوا أن يجعلوا لها أبواباً, كَرَماً وجُوداً وفَرَحاً بِضَيْفِ الرَّحْمنِ". وأضاف : إنَّ تأسيسَ معهدِ خادمِ الحرمين الشريفين لأبحاثِ الحجِّ والعمرةِ يمثِّلُ نموذجاً للإِتْقانِ المكيِّ في أداءِ واجبِ الحجِّ والحجيجِ عبرَ قيامِهِ على رُكْنَيِ الجِدَّةِ والجَودةِ الجِدَّةُ لأنّ المعهدَ أولُ معهدٍ أكاديميٍّ يُخْلِصُ وَجْهَ البحثِ للحجِّ وقضاياه والجودةُ لأنَّه بُنِي على أسس صحيحةٍ، فضمّ إليه جميع التخصصاتِ التي يُحتاج إليها، ووفّر الإمكاناتِ، وأسَّسَ شراكاتٍ علميةً مثريةً لدَوْرِهِ، وابتدعَ - بأثرٍ من ذلك - كثيراً من الحُلُولِ الناجعةِ لمشكلاتِ الحجّ ، مما جَعَلَهُ المرجعَ العلميَّ الأولَ في كلِّ ما يتعلَّقُ بالحجِّ لدى لجنةِ الحجِّ العليا التي تشرُفُ برئاسةِ وزيرِ الداخليةِ صاحبِ السموِّ الملكيِّ الأميرِ محمدِ بنِ نايف حفظَهُ الله .
وبين الدكتور عساس أن للبحثَ العلميَّ قيمةٌ حقيقيةٌ في ذاتِهِ فكيف إذا ارتبطَ بهذهِ الشَّعِيرةِ العُظْمَى إنَّهُ حينئذٍ يَكْتَسِبُ قيمةً مضافةً يُصْبِحُ عِلْماً وعبادةً، دُنْيا وآخرةً، رِفْعةً دنيويةً وقُرْبَةً أُخْرَوِيَّة، وهذا ما يقومُ به باقتدارٍ وجدٍّ معهدُ خادم الحرمينِ الشريفين لأبحاثِ الحجِّ والعمرةِ وملتقانا هذا صورةٌ مشرقةٌ متجدِّدةٌ من صورِ توظيفِ البحثِ العلميِّ لخدمةِ الحجِّ والعمرةِ . وأعرب معاليه عن شكره وتقديره لسمو وزير الداخلية على دَعْمِه غيرِ المحدودِ للمعهدِ وأنشطتِهِ ، كما ثمن جهود سمو أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية في دعم مسيرة المعهد, مشيدًا في ذات الوقت بمتابعة معالي وزيرِ التعليمِ العالي المستمرَّةِ لجميع أعمال ومهام المعد . إثر ذلك شاهد سموه والحضور فيلماً وثائقياً بعنوان ( لمسة وفاء ) أبرز فيه الإنجازات العظيمة التي سطرت بأحرف من نور لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - إبَان رئاسته للجنة الإشرافية العليا للمعهد وما قدمه من دعم كامل وعناية فائقة بأعمال ومهام وأدوار المعهد العلمية والبحثية طيلة 38 عاما . ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا رئيس اللجنة الإشرافية العليا للمعهد، كلمة قال فيها :" إنه لمن دواعي سروري أن التقي بكم في هذه المناسبة الكريمة، مناسبة افتتاح فعاليات الملتقى العلمي الثالث عشر لأبحاث الحج والعمرة والزيارة ، الذي ينعقد برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أعزه الله ورعاه وذلك في إطار مايوليه حفظه الله من اهتمام وعناية بالحرمين الشريفين عمارة وتوسعة ورعاية لقاصديهما من الحجاج والزوار والمعتمرين وتسهيل أدائهم لمناسكهم بكل يسر وسهولة وأمن واطمئنان" . وأضاف سموه: إن هذه البلاد المباركة قيادة وشعبا دأبت على التشرف بحمل هذه الرسالة الإسلامية السامية بكل عزيمة واقتدار منذ عهد مؤسس هذا الكيان العظيم وسار على نهجه من خلفه من أبناءه ملوك هذه الدولة وولاة أمرها إلى عهد خادم الحرمين الشريفين - رعاه الله -حيث تعمل الدولة بكل تفان وإخلاص على تحقيق هذه الرسالة الكبرى والنهوض بواجباتها ومتطلبات أدائها على الوجه الأكمل ابتغا الأجر والمثوبة من المولى عز وجل, والعمل على تسهيل أمور المسلمين وتمكينهم من أداء فريضة الحج والعمرة والاستفادة من كافة ما وفرته لهم الدولة من خدمات وتسهيلات كبيرة والعودة إلى أوطانهم سالمين غانمين بعون الله وتوفيقه .
وأبان سموه أن هذا الملتقى العلمي الذي ينظمه المعهد سيتيح بإذن الله تعالى الفرصة لالتقاء المشاركين فيه من الباحثين والمختصين في مختلف مناطق المملكة بنظرائهم في ميادين العمل من المعنيين بشؤون الحج والعمرة والزيارة من منسوبي الأجهزة الحكومية والأهلية ليجتمع بذلك صائب الرؤية وثاقب النظرة وعميق الخبرة على النحو الذي نأمل أن يقود إلى ما يمكن أن يسهم في الارتقاء بمستوى ونوعية الخدمات والتسهيلات المقدمة لضيوف الرحمن والزوار والمعتمرين وفق ما يتطلع إليه خادم الحرمين الشريفين وسمو ولى عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله والاستفادة القصوى في سيل تحقيق هذه الغاية النبيلة من جميع معطيات العلم والتقنية والبحث والممارسة العملية . وأعرب سموه عن شكره لمعالي وزير التعليم العالي ومعالي مدير جامعة أم القرى وجميع القائمين على المعهد والمشاركين في الملتقى على جهودهم , سائلاً الله أن يوفق الجميع لما فيه الخير والسداد . بعد ذلك كرم سموه الرعاة والداعمين للملتقى من الجهات المختلفة , كما تسلم سموه هدية تذكارية من معالي مدير الجامعة بهذه المناسبة. حضر الحفل عدد من أصحاب الفضيلة والمعالي ورؤساء الدوائر الحكومية والأهلية بمكةالمكرمة .