لندن - رويترز - نما نشاط الصناعة التحويلية في منطقة اليورو بوتيرة سريعة في آذار (مارس) الماضي، لم يسجلها منذ أكثر من ثلاث سنوات، باستثناء اليونان التي ظلت تسير في الاتجاه المعاكس. وأظهرت استطلاعات، أن مؤشر «ماركت» لمديري مشتريات الصناعات التحويلية في منطقة اليورو، ارتفع إلى 56.6 نقطة الشهر الماضي، من 54.2 في شباط (فبراير)، متجاوزاً تقديرات رجحت 56.3 نقطة. وتُعدّ هذه القراءة الأعلى منذ تشرين الثاني (نوفمبر) 2006، وتدلّ على أن المؤشر تجاوز مستوى 50 نقطة للشهر السادس، الذي يفرق بين النمو والانكماش. وقفز مؤشر الناتج إلى 59.8 من 57 في شباط وهو أعلى مستوى منذ حزيران (يونيو) عام 2006. ولاحظ هاورد ارتشر من «آي إتش أس غلوبل إنسايت»، أن قطاع الصناعات التحويلية في منطقة اليورو «حقق بداية جيدة هذه السنة، ما يشير إلى دعمه نمو الناتج المحلي لمنطقة اليورو في الربع الأول». وتراجع أداء القطاع في اليونان، نظراً إلى تدني الطلبات الجديدة والناتج، ما يؤشر إلى انحراف أكبر عن مسار نظرائها الذين يسيرون في خطى واثقة على طريق الانتعاش. وأفادت إحصاءات بأن معدل التضخم في منطقة اليورو سجل ارتفاعاً كبيراً في آذار (مارس) ليبلغ أعلى مستوى له منذ 15 شهراً، وبلغ معدل البطالة للمرة الأولى في شباط (فبراير) الماضي 10 في المئة. وتشير معلومات أولية صادرة عن المركز الأوروبي للإحصاءات (يوروستات) إلى أن معدل التضخم السنوي في منطقة اليورو سجل 1.5 في المئة الأعلى منذ نهاية 2008. ولا يقدم المركز الأوروبي للإحصاءات تفصيلات لأسباب تغيّرات معدل التضخم، لكن قد يُعزى ارتفاعه حالياً على الأرجح، إلى ارتفاع أسعار الطاقة ومنتجات الغذاء بحسب محللين اقتصاديين. وكانت أسعار الاستهلاك عاودت الارتفاع في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي في 16 بلداً من منطقة اليورو بعد معدل تضخم سلبي طيلة خمسة أشهر متتالية. وقد يكون الأمر إشارة إلى الانتعاش الاقتصادي الجاري حالياً، إلا انه يعود أيضاً إلى تطورات سعر النفط. ومع ذلك يبقى معدل التضخم اقل من المستوى الذي حدده المصرف المركزي الأوروبي اقل من 2 في المئة. وبلغ معدّل البطالة في منطقة اليورو مستوى قياسياً عند 10 في المئة في شباط بزيادة طفيفة مقارنة ب9.9 في المئة في كانون الثاني (يناير). ويلاحظ المركز أنها المرة الأولى التي يبلغ فيها معدل البطالة هذا المستوى منذ آب (أغسطس) 1998. وأحصى «يوروستات» في شباط 61 ألف عاطل إضافي من العمل عما في كانون الثاني في منطقة اليورو، ما يرفع العدد الإجمالي إلى 17749 مليوناً. ومن ضمن الدول الأعضاء في الاتحاد التي كانت بياناتها متاحة سجلت هولندا اقل معدل للبطالة 4 في المئة، وسجلت لاتفيا المعدل الأعلى على الإطلاق (21.7 في المئة) واحتلت أسبانيا أسوأ ترتيب في معدل البطالة في منطقة اليورو (19 في المئة). وقدر «يوروستات» أن نحو 23019 مليون من دول الاتحاد الأوروبي، يعانون من البطالة في شباط. وتوجد مخاوف من أن تؤثر البطالة المتصاعدة بصورة كبيرة على نمو قدرات الاقتصاد الأوروبي وإمكاناته خلال السنوات القليلة المقبلة. وفي فرانكفورت أفادت إحصاءات الوكالة الفيديرالية للعمل بأن معدل البطالة في ألمانيا انخفض خلال آذار ما يشكل مفاجأة سارة للدوائر الاقتصادية. وتراجع معدل البطالة إلى 8.5 في المئة من 8.7 في شباط. ويوجد 3.57 مليون عاطل من العمل، إي اقل بنحو 75 ألفاً عن شباط.