طالبت الأخصائية النفسية نورة العتيق من يعمل على خدمة الأيتام بتذليل كافة الصعوبات التي تقف في تقديم الخدمة على أكمل وجه وفق متطلبات الجودة الشاملة في جميع أمور حياتهم والتي منها معاناة الأيتام من تغيير الأم الحاضنة في الدور الإيوائية بصفه مستمرة نتيجة عدة عوامل من بينها ضآلة المرتب الشهري للأم الحاضنة، و طول ساعات العمل، وتقلب أوقات العمل ما يؤدى إلى عدم استقرار الأطفال من الجانب النفسي والعاطفي، عدد من المشاركات في الفعاليات ( اليوم ) معتبرة ذلك أحد الأسس في مرحلة الطفولة المبكرة التي تعد من أهم مراحل تكوين شخصيته. وتطرقت العتيق أثناء محاضرة ألقتها في مقر برنامج الأمير محمد بن فهد وبرعاية الأميرة غادة بنت عبدالله بن جلوي نظمتها جمعية بناء الخيرية منتصف الأسبوع الماضي إلى ضرورة استقطاب كوادر تربوية تحمل مؤهلات تخصصية مثل رياض الأطفال، صعوبات التعلم،مدربات سلوكيات من أجل التعامل مع الأطفال بخبرات مبنية على أسس علمية مع جميع ذوي الظروف الخاصة. وذكرت العتيق أن ديوان الخدمة المدنية من أهم القطاعات المعنية بالمساهمة في إيجاد حلول جذرية لما يعانيه الأيتام من مشكلات ، عطفا على أن ديوان الخدمة المدنية يمتلك صلاحية ترشيح الكفاءات المؤهلة علميا وتربويا لشغل الوظائف المطلوبة التي تساهم في الارتقاء بالخدمة التي تقدم للمستفيدين من الدور الإيوائية. وأكدت أن طبيعة الحياة الجماعية في الدور الإيوائية تسبب الكثير من الاضطرابات السلوكية والنفسية لجميع المراحل العمرية، وأن الأيتام بحاجه ماسة إلى تواجد وحدة للخدمات النفسية بهدف الحد من المشكلات التي يعاني منها الأيتام ، سيما الحاجة إلى كفاءات مؤهلة بالكيفية السليمة التي يجب أن تتم أثناء مرحلة تبليغ اليتيم بواقعه الاجتماعي، فضلا عن أن من توكل لهم هذه المسئولية ينبغي أن يكونوا مدركين الآثار النفسية التي قد يواجهها اليتيم. من جانبها قالت الأميرة غادة بنت عبدالله بن جلوي آل سعود أثناء رعايتها برنامج الندوات التي نظمتها جمعية بناء الخيرية ، إن النهي في القرآن الكريم عن قهر اليتيم لا بد أن يترجم إلى واقع عملي في التعاطي مع اليتيم سواء من المجتمع أو من جانب الجهات التي تعمل في مجال خدمة الأيتام ، مشيرة إلى أن المملكة بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز تنظر إلى هذه الفئة نظرة عادلة تضعهم في مرتبة متساوية مع غيرهم، وأن الملك عبدالله ردد أكثر من مرة أن الأيتام هم أبناء عبدالله بن عبدالعزيز، الأمر الذي يجب أن يدركه كل عامل في القطاعات المعنية بخدمة الأيتام ليتسنى ترجمة هذه النظرة الأبوية الحانية من قبل الملك عبدالله إلى عمل له ثمار ونتائج تنعكس على اليتيم في كافة المجالات وعلى وجه الخصوص على مستقبله الأسري والاجتماعي والتعليمي والنفسي والاقتصادي ، مشيرة إلى أن الأيتام لا يزالون بحاجة إلى أن تدار مصالحهم بأيدي كفاءات ذات خبرة عالية تستطيع أن تخطط لمن دون سن الرشد على أساس بلوغ مستقبل مرموق ثقافيا وعلميا ومهنيا ، حتى يتمكن اليتيم من العيش في وضع اقتصادي وأمني ونفسي لا يقل عن غيره من حيث مستوى الجودة.