قالت الأميرة غادة بنت عبدالله بن جلوي، إن النهي في القرآن الكريم عن قهر اليتيم لا بد أن يترجم إلى واقع عملي في التعاطي معه سواء من المجتمع أو الجهات التي تعمل في مجال خدمتهم، مشيرة إلى أن المملكة تنظر إلى هذه الفئة نظرة عادلة وتضعهم في مرتبة متساوية مع غيرهم. وأكدت أن الأيتام لا يزالون بحاجة إلى إدارة مصالحهم بأيدي كفاءات ذات خبرة عالية تستطيع التخطيط لمن دون سن الرشد على أساس بلوغ مستقبل مرموق ثقافيا وعلميا ومهنيا، حتى يتمكن اليتيم من العيش في وضع اقتصادي وأمني ونفسي لا يقل عن غيره من حيث مستوى الجودة. من جهة أخرى، طالبت الاختصاصية النفسية نورة العتيق، العاملين على خدمة الأيتام بتذليل كل الصعوبات التي تواجه تقديم الخدمة لهم على أكمل وجه وفق متطلبات الجودة الشاملة، لافتة إلى معاناة الأيتام في تغيير الأم الحاضنة بالدور الإيوائية بصفة مستمرة نتيجة عدة عوامل بينها ضآلة المرتب الشهري للأم الحاضنة، وطول ساعات العمل، وتقلب أوقات العمل؛ ما يؤدى إلى عدم استقرار الأطفال من الجانب النفسي والعاطفي، معتبرة ذلك أحد الأسس المهمة في مرحلة تكوين شخصية الطفل. وأكدت في محاضرة ألقتها في اللقاء الذي نظمته جمعية بناء الخيرية في مقر برنامج الأمير محمد بن فهد أخيرا، ضرورة استقطاب كوادر تربوية تحمل مؤهلات تخصصية مثل «رياض الأطفال، صعوبات التعلم، مدربات سلوكيات»، للتعامل مع الأطفال بخبرات مبنية على أسس علمية. وطالبت العتيق ديوان الخدمة المدنية بالمساهمة في إيجاد حلول جذرية لما يعانيه الأيتام من مشكلات، عطفا على أنه يمتلك صلاحية ترشيح الكفاءات المؤهلة علميا وتربويا لشغل الوظائف المطلوبة التي تساهم في الارتقاء بالخدمة التي تقدم للمستفيدين من الدور الإيوائية. وأوضحت أن طبيعة الحياة الجماعية في الدور الإيوائية تسبب الكثير من الاضطرابات السلوكية والنفسية لجميع المراحل العمرية، مضيفة أن الأيتام بحاجة ماسة إلى تواجد وحدة للخدمات النفسية بهدف الحد من المشكلات التي يعانون منها، وبحاجة إلى كفاءات مؤهلة بالكيفية السليمة التي يجب أن تتم أثناء مرحلة تبليغ اليتيم بواقعه الاجتماعي، فضلا عن أن من توكل لهم المسؤولية ينبغي أن يكونوا مدركين الآثار النفسية التي قد يواجهها اليتيم.