دعت الأميرة غادة بنت عبدالله بن جلوي آل سعود بأن تدار مصالح واحتياجات فئة الايتام في المجتمع السعودي بأيدي كفاءات ذات خبرة عالية تستطيع أن تخطط لمن دون سن الرشد على أساس بلوغ مستقبل مرموق ثقافيا وعلميا ومهنيا ، حتى يتمكن اليتيم من العيش في وضع اقتصادي وأمني ونفسي لا يقل عن غيره من حيث مستوى الجودة. وأشارت الأميرة غادة أثناء رعايتها برنامج الندوات التي نظمتها جمعية بناء الخيرية إلى وجوب التلطف مع الأيتام ومعاملتهم وفق تعاليم الدين الإسلامي وان النهي في القرآن الكريم عن قهر اليتيم لا بد أن يترجم إلى واقع عملي في التعاطي مع اليتيم سواء من المجتمع أو من جانب الجهات التي تعمل في مجال خدمة الأيتام ، مبينة في حديثها إلى أن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين تنظر إلى هذه الفئة نظرة عادلة تضعهم في مرتبة متساوية مع غيرهم وأن الملك عبدالله ردد غير مرة أن الأيتام هم أبناء عبدالله بن عبدالعزيز ، الأمر الذي يجب أن يدركه كل عامل في القطاعات المعنية بخدمة الأيتام ليتسنى ترجمة هذه النظرة الأبوية الحانية إلى عمل له ثمار ونتائج تنعكس على اليتيم في كافة المجالات وعلى وجه الخصوص على مستقبله الأسري والاجتماعي والتعليمي والنفسي والاقتصادي. من جهة أخرى طالبت نورة العتيق إخصائية نفسية بتذليل كافة الصعوبات التي تقف في تقديم الخدمة على أكمل وجه وفق متطلبات الجودة الشاملة في جميع أمور حياة الأيتام والتي منها معاناة الأيتام من تغيير الأم الحاضنة في الدور الإيوائية بصفة مستمرة نتيجة عدة عوامل من بينها ضعف المرتب الشهري للأم الحاضنة ، وطول ساعات العمل ، وتقلب أوقات العمل ما يؤدى إلى عدم استقرار الأطفال من الجانب النفسي والعاطفي ، معتبرة ذلك أحد الأسس في مرحلة الطفولة المبكرة التي تعد من أهم مراحل تكوين شخصيته . وتطرقت أثناء المحاضرة التي ألقتها في مقر برنامج الأمير محمد بن فهد والتي نظمتها جمعية بناء الخيرية إلى ضرورة استقطاب كوادر تربوية تحمل مؤهلات تخصصية مثل ( رياض الأطفال ، صعوبات التعلم، مدربات سلوكيات) من أجل التعامل مع الأطفال بخبر مبنية على أسس علمية مع جميع ذوي الظروف الخاصة . وذكرت العتيق أن ديوان الخدمة المدنية من أهم القطاعات المعنية بالمساهمة في إيجاد حلول جذرية لما يعانيه الأيتام من مشكلات ، عطفا على أن ديوان الخدمة المدنية يمتلك صلاحية ترشيح الكفاءات المؤهلة علميا وتربويا لشغل الوظائف المطلوبة التي تساهم في الارتقاء بالخدمة التي تقدم للمستفيدين من الدور الإيوائية . وأكدت أن طبيعة الحياة الجماعية في الدور الإيوائية تسبب الكثير من الاضطرابات السلوكية والنفسية لجميع المراحل العمرية ، وأن الأيتام بحاجه ماسة إلى تواجد وحدة للخدمات النفسية بهدف الحد من المشكلات التي يعاني منها الأيتام ، سيما الحاجة إلى كفاءات مؤهلة بالكيفية السليمة التي يجب أن تتم أثناء مرحلة تبليغ اليتيم بواقعه الاجتماعي ، فضلا عن أن من توكل لهم هذه المسئولية ينبغي أن يكونوا مدركين الآثار النفسية التي قد يواجهها اليتيم .