قتل 27 شخصاً على الأقل وأصيب نحو سبعين آخرين بجروح فجر أمس إثر اقتحام القوات العراقية ساحة الاعتصام في مدينة الحويجة غرب كركوك، وجاءت عملية الاقتحام بعد انتهاء مهلة حددتها وزارة الدفاع للمتظاهرين لتسليم المسؤولين عن مقتل جندي يوم الجمعة الماضي عند حاجز قريب من ساحة الاعتصام في الحويجة. وبينما أكدت وزارة الدفاع في بيان لها أن قواتها دخلت الساحة بحثا عن مسلحين وأسلحة، نفى متحدث باسم المتظاهرين وجود مطلوبين بينهم. ودان رئيس بعثة الأممالمتحدة في العراق مارتن كوبلر، بشدة العنف الذي وقع في الحويجة واتهم قوات الجيش بمنعه من التوجه إلى الحويجة قبل الحادثة، وأكد «لست حزينا بل غاضبا جدا لأن الحوار لم يجر»، ودعا المسؤولين في كركوك والحويجة إلى تقديم مقترحات لحل الأزمة وإجراء تحقيق شفاف وفوري في هذه الأحداث . دعوة للدفاع عن النفس ووصف رجل الدين البارز عبد الملك السعدي، ما جرى ب «العدوان الحكومي» على ساحة اعتصام الحويجة، ودعا المتظاهرين إلى الدفاع عن أنفسهم بكل قوة، وشدد على أنها ما عدا ذلك يجب على المعتصمين ضبط النفس لتفويت الفرصة على المعتدين. وخاطب السعدي المعروف بموقفه الداعم للمتظاهرين المُنظَّمات الدولية والإسلامية والعربية والدول الإسلامية والعربية «يكفيكم سكوتا عمَّا يجري الآن في العراق وسوريا، وأطلب منكم المُسارعة لإنقاذ المسلمين ووقفِ نزيف الدم بالإعدامات والمجابهات المُسلَّحة وبخاصة من لا يملك القوَّة أمام معتدٍ مجرم يمتلك القوَّة ويُمَدُّ من دول تريد الشر للمنطقة وسفكَ الدماء فيها على أساس الهوية والعقيدة»، مؤكداً أن «الدفاع عن المظلومين واجباً شرعيا وقانونيا». وحمل السعدي «الحكومة» مسؤولية «العدوان المُسلَّح الذي حصل على المعتصمين في الحويجة»، محذرا «ولينتظر المعتدي ما يأتيه من الله، ولينتظر أثرَ دعوات الأُمَّهات والآباء والأطفال عليه». العراقية تهدد وقال رئيس الكتلة العراقية في مجلس النواب سلمان الجميلي خلال مؤتمر صحافي عقد بمبنى البرلمان إن «القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي خرق القوانين وقام بمجزرة كبيرة ضد المعتصمين في الحويجة، وأوقع العشرات من القتلى والجرحى»، مؤكدا أن «هذا الأمر يخالف المادة التاسعة من الدستور العراقي ويجعل الجيش العراقي أداة بيد القائد العام لضرب أبناء الشعب العراقي». ودعا الجميلي عناصر الجيش العراقي إلى «عدم زج أنفسهم بهذه الأعمال لأنهم سيصبحون مجرمين من خلال قتلهم أبناء الشعب العراقي»، مهدداً ب«ملاحقتهم قضائيا ودوليا كمجرمي حرب». حظر تجول وأعلنت قيادة عمليات صلاح الدين أمس حظر التجوال الشامل في المحافظة، وفقا لمصادر أمني في المحافظة، أكد ل «الشرق» أن القيادة أعلنت حظر التجوال الشامل تحسبا لحدوث أي طارئ أو اعتداء على المؤسسات الحكومية من قبل المتظاهرين الذين نددوا بعملية اقتحام ساحة اعتصام الحويجة. وقال مراسل محلي في الأنبار ل « الشرق» أن القوات الأمنية بدأت بالانتشار في الطرق الرئيسة وقامت بقطع البعض منها لمنع أي اختراق قد يحصل فيها، فيما انتشرت قوات أخرى حول الدوائر المهمة والحساسة في المحافظة لتوفير الحماية الكافية لها من المتسللين أ المندسين». مشادة كلامية سياسيا، نشبت مشادة كلامية حادة بين رئيس القائمة العراقية إياد علاوي والقيادي في القائمة صالح المطلك خلال اجتماع العراقية على خلفية الأحداث، وعلمت «الشرق» أن أصوات المشادة الكلامية سمعت خارج قاعة الاجتماع». فيما شكل مجلس الوزراء، لجنة وزارية برئاسة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك لتقصي الحقائق في أحداث الحويجة «، وذكر بيان إعلامي، أن» اللجنة ستكون برئاسة نائب رئيس الوزراء صالح المطلك وعضوية كل من نائب رئيس الوزراء حسين الشهرستاني ووزير الدفاع وكالة سعدون الدليمي ووزير حقوق الإنسان محمد شياع السوداني ووزير الدولة لشؤون مجلس النواب صفاء الدين الصافي، مشيراً إلى أن اللجنة شكلت للتحقيق في ملابسات ما حدث في قضاء الحويجة وتحديد المقصرين ومحاسبتهم «. استقالة وزيرين وأعلن القيادي في القائمة العراقية العربية عن حركة الحل وزير التربية محمد تميم استقالته احتجاجا على مهاجمة المعتصمين، كما استقال وزير العلوم والتكنولوجيا عبدالكريم السمرائي من منصبه أيضا، وتظاهر الآلاف من الموطنين وسط مدينة الفلوجة أمس احتجاجاً على أحداث قضاء الحويجة مطالبين المجتمع الدولي بإيقاف ما وصفوها «مجازر الحكومة». وسيعقد مجلس شيوخ عشائر وأعيان وعلماء محافظة الأنبار اجتماعا طارئا خلال الساعات المقبلة لبحث تداعيات الهجوم. واتهمت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي، القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي ب«ارتكاب» مجزرة ضد معتصمي قضاء الحويجة في محافظة كركوك، ومحاولة «زج» الشعب ب«حرب أهلية، وهددت بملاحقته وعناصر الجيش العراقي المشاركين في العملية دوليا «كمجرمي حرب»، فيما طالبت التحالف الوطني والمرجعيات الدينية ب«موقف حاسم» تجاه ما يحصل.