للعقير أهمية تاريخية عظيمة في تاريخ بلادنا ولا ننظر الى أنه لعب في البدايات دور الميناء الأوحد لبلادنا أو أنه ساحل بحري وشاطئ حسنته قليلاً أمانة الأحساء بعدد من ألعاب الأطفال والمسطحات الخضراء والمظلات ونفذت وزارة النقل طريقين ينطلق الأول من مدينة العيون والآخر من مدينة الهفوف يشتركان في أنهما غير سريعين وحوادثهما مميتة ووعدت الهيئة العامة للسياحة والآثار بأن تجعله الوجهة السياحية البحرية الأولى في المملكة ولم يتحقق الوعد رغم مرور عقد من الزمن عليها ولمعرفة الأهمية الكبيرة للعقير علينا أن نعيد قراءة تأريخ صقر الجزيرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود - طيب الله ثراه - ورحلة التوحيد والبناء لدولة عصرية ورأيت أن أعرض عليكم ما جاء في الصفحة الثالثة من المجلد الأول لكتاب "إمداد العالم بالطاقة .. قصة أرامكو السعودية .. للمؤلف سكوت مكموري" حين دخل عبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود تلك الخيمة الفسيحة في أوائل ديسمبر من عام 1922م بالقرب من ميناء العقير على الخليج العربي كانت هناك موضوعات كثيرة على المحك وكان عبدالعزيز يحمل آنذاك لقب "سلطان نجد وملحقاتها" الذي يشير الى تلك الهضبة الشاسعة وسط الجزيرة العربية وعاصمتها الرياض. أما كلمة "ملحقاتها" فتشير الى منطقة الاحساء الواقعة على ساحل الخليج العربي التي دخلها عبدالعزيز وبسط نفوذه عليها قبل عقد من الزمان وهي منطقة تكثر فيها السبخات الملحية والكثبان الرملية وبساتين النخيل الكثيفة. أما جدول أعمال ما عرف - فيما بعد - بمؤتمر العقير فبدا واضحا الى حد ما حيث ما كان على الملك عبدالعزيز والممثلين الاقليميين للحكومة البريطانية مناقشة الحدود الرسمية بين المناطق التابعة له والمناطق التابعة لجيرانه. كان الملك عبدالعزيز يعي جيداً أن شعبه وتطلعاته الى حياة أفضل لا تحظى - في أحسن الأحوال - إلا بجزء ضئيل من اهتمامات البريطانيين بوصفهم القوة المسيطرة في المنطقة دون منازع، ومن المؤكد ان المجموعة البريطانية لم تقدر الرجل الذي يجلس أمامها حق قدره، فمترجم الملك الكاتب اللبناني أمين الريحاني الذي رافق الملك عبدالعزيز طوال مؤتمر العقير وأرخ فيما بعد مآثر القائد المحارب في تفصيل مثير قال ذات مرة: أعتقد ان مقومات العظمة اجتمعت في هذا الرجل فهو قوي وشجاع غير هياب وصريح وغير مراوغ يعرف ما يريد والأهم من هذا وذاك انه يعرف حدود ما يمكنه الحصول عليه في كل وقت من الأوقات. في مؤتمر العقير طرح الملك عبدالعزيز قضية ملحة كانت على رأس جدول أعماله في سعيه للوصول الى هدفه ألا وهي المضي في توحيد الأراضي التي يسيطر عليها وتوفير سبل العيش الكريم لشعبه"، وحيث إن المساحة تضيق للمزيد من التدليل على أهمية العقير الذي يرتبط بأقليم الأحساء، حيث يعيش أهله على أكبر حقل نفط في العالم "الغوار" ولأننا عندما نؤرخ لشركتنا العملاقة أرامكو السعودية لابد من الحديث عن مؤسس نهضتنا جلالة المغفور له - باذن الله - الملك عبدالعزيز نتطلع من الشركة لإعطاء العقير ما يستحقه من الاهتمام وألا تسقطه من توجهاتها وأن تقيم لها صرحا يوثق لخيمة مؤتمر العقير وليكن شطرا لمركز الملك عبدالعزيز الثقافي وتقيم شاليهات لمنسوبيها ومن خلاله تتكامل مع القطاعات الحكومية والاستثمارية لاقامة "العقير الحلم" بمواصفات ومعايير عالية تنافس على استقطاب الجميع. [email protected]