حسب ما أذكر فإن نقاش تغيير العطلة الأسبوعية في المملكة، لتكون الجمعة والسبت، بدأ قبل عشر سنوات تقريبا، حين بدأنا آنذاك ندرك الخسائر الاقتصادية من جراء إصرارنا على إجازة الخميس والجمعة. ومات الموضوع موتا بينا إلى أن أحيت بعض عظامه مقالات ومطالبات في الصحف عددت الفوائد التي نجنيها من هذا التغيير. وضربت هذه المطالبات بعض الأمثلة والحقائق من الدول المجاورة التي غيرت بوصلة إجازاتها الأسبوعية لتصبح أكثر قربا واتصالا (وتمصلحا) مع العالم. ثم هاهو مجلس الشورى يهز طوله وعرضه ويقرر بعد سنوات من (السواليف) مناقشة موضوع تغيير إجازتنا الأسبوعية تمهيدا لطرحه للتصويت لاحقا. وإذا لم يسقط سقف ما على هذا النقاش وهذا التصويت فإننا نأمل أن يقر تغيير عطلتنا الأسبوعية لنقلل ما أمكن حجم الخسائر التي تتكبدها البلد وأهلها من جراء فارق توقيت (ويكيندنا) عن باقي دول العالم. وإذا أردتم رأيا اقتصاديا في ذلك فإن رئيس لجنة الأوراق المالية في الغرفة التجارية بجدة، محمد النفيعي، قال : إن تغيير موعد الإجازة إلى يومي الجمعة والسبت مطلب اقتصادي مهم لربط أركان الاقتصاد المحلي بالعالمي بشكل جيد، وذلك باعتبار أن أسواق المال المحلية الآن تتأثر بالتغيرات على الساحة الاقتصادية والسياسية والإقليمية والعالمية، نظرا لتداخل المصالح بشكل كبير. أما إذا أردتم رأيا دينيا، فالمحاضر بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الملك عبدالعزيز، عبدالله صنعان، يرى انه لا يوجد مانع شرعي من تغيير الإجازة إلى يومي الجمعة والسبت، وأن ما يتحرج منه بعض الناس من إجازة يوم السبت بداعي التشبه باليهود هو حساسية مبالغ فيها. وأنا مع الرأيين الاقتصادي والديني، حيث لايفترض أن تزيد حساسياتنا أكثر من اللازم فنخسر أكثر مما خسرنا.. ما سيحدث هو أن السبت سيكون بدل الخميس والجمعة المباركة باقية مكانها. تويتر: @ma_alosaimi