أعلنت وسائل إعلام اسرائيلية أن نحو اربعين شخصية اسرائيلية مستقلة أعدت خطة سلام جديدة تتضمن انسحابا من القدسالشرقية وهضبة الجولان السورية المحتلتين. وخطة السلام هذه يدعمها خصوصا قادة سابقون في جهاز الاستخبارات الخارجية الموساد "داني ياتوم" وجهاز الأمن الداخلي الاسرائيلي الشين بت "ياكوف بيري وامي ايالون"، فضلا عن رئيس سابق للأركان هو الجنرال امنون ليبكين شاهاك وأساتذة جامعيون والرجل الأول سابقا في حزب العمل عمرام ميتزنا ويوفال رابين نجل رئيس الوزاء الاسرائيلي الراحل العمالي اسحق رابين. وجميع هؤلاء كانوا ينادون بالرد بطريقة "واقعية" على مبادرة السلام العربية الصادرة عام 2002 والتي تجاهلتها اسرائيل. وهذه المبادرة التي أطلقها عام 2002 الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز (ولي العهد آنذاك) وأقرتها الجامعة العربية خلال قمة لها في بيروت، تمنح اسرائيل تطبيعا لعلاقاتها مع مجمل الدول العربية مقابل انسحاب كامل من الأراضي التي احتلتها عام 1967، ما يؤدي الى قيام دولة فلسطينية و"حل عادل" لمسألة اللاجئين. وبحسب خطة الشخصيات الاسرائيلية، سيتم دفع تعويضات مالية للاجئين الفلسطينيين الذين قد يجد عدد منهم أنهم خسروا منازلهم بعد قيام دولة اسرائيل. وعلى اسرائيل أن تقبل أيضا دولة فلسطينية في قطاع غزة وفي كل انحاء الضفة الغربية تقريبا بما في ذلك القدسالشرقيةالمحتلة منذ العام 1967، هذا عدا الأحياء الجديدة للمستوطنات اليهودية التي قامت في هذه المنطقة. وتنص هذه الخطة أيضا على انسحاب للقوات الاسرائيلية من كامل اراضي الجولان السوري المحتل، مقابل ضمانات أمنية إقليمية ومشاريع اقتصادية. من جهته قلّل مسئول فلسطيني من أهمية طرح مجموعة من الشخصيات الإسرائيلية مبادرة جديدة لتسوية الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي رغم ترحيبه بكل الأصوات المنادية بالسلام في إسرائيل. وقال محمد اشتيه، عضو الوفد الفلسطيني المفاوض، لإذاعة "صوت فلسطين"، "نحن نشجع الأصوات المنادية بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، والذي يهمنا بالدرجة الأولى هو أن يكون هناك صوت لإسرائيل يطالب بإنهاء الاحتلال". إلا أنه اضاف: " لكني لا أعتقد أن المنطقة تحتاج إلى أفكار جديدة بل تحتاج إلى قرارات، بما أن الحل في الموضوع الفلسطيني واضح تماما وهو إنهاء الاحتلال بالدرجة الأولى وإقامة الدولة الفلسطينية". وشدد اشتيه على أن مبادرة تستجيب للحقوق الفلسطينية ستلقى الدعم الفلسطيني لها "عدا ذلك فإن مثل هذه المبادرات لن تكون سوى تمرين ذهني". وتابع بقوله: "لكن مع ذلك، نحن نشجع كل من يريد أن يصنع السلام في المجتمع الإسرائيلي بعيدا عن الطروحات التي تطرحها الحكومة الإسرائيلية،والتي تعقد المشهد السياسي ولا تخلق حالة من الانفراج".