«لقد استطعنا هزيمة اليأس ولكننا لم نستطع للأسف حتى اللحظة هزيمة العناد والجنون الإيديولوجي»، «نرجو ان لا يهتز صبرنا للحظة واحدة امام الابتزاز والاستفزاز والتهور الكوري الشمالي وان نبقى على قدرتنا الحالية في النجاح في اختبار الصبر الذي تعودنا عليه منذ 1953م»، «ان هذا هو قدر الامة الكورية وسنستمر على المراهنة على ان صوت العقل والحكمة سيتغلبان على الجانب الاخر وهو جانب مفزع»، «ان ما يحدث من توتر في شبه الجزيرة الكورية سيمر بسلام رغم محاولات نظام كوريا الشمالية جر المنطقة والعالم لحرب ستحرق الجميع».. كان هذا جزءا من حديث جانبي مع السفير الكوري الجنوبي في المملكة كيم جونج يونج قبل مشاركته في حديث تلفزيوني، في القناة السعودية الاولى ضمن برنامج دوائر سياسية حول «التوتر النووي في شبه الجزيرة الكورية» يوم الثلاثاء الماضي. لكل أزمة دروس مستفادة ولعلنا في الخليج نستفيد من التشابه الكبير بين نظامي بيونغ بيانغ وطهران، هناك تنسيق وعلاقات استراتيجية بين النظامين الكوري الشمالي والايراني وكلاهما يصدر العنف والتدخل في شئون الآخرين وتوزيع التهديدات على الجيران دوريا، لذا يجب ان لا نغفل ان السيناريو الكوري الشمالي من تهديد للجيران بالسلاح النووي قد يستنسخ يوما ما من طهران ما لم يتم ايقاف البرنامج النووي الايراني عبر المجتمع الدولي أثناء اللقاء التلفازي كان السفير الكوري الجنوبي والذي يتحدث اللغة العربية بطلاقة يحمل كتابا مترجما الى اللغة العربية بعنوان (من اليأس الى الامل، صنع السياسات الاقتصادية في كوريا 1945-1979م) ومختصر الكتاب يحكي قصة المعجزة الكورية الجنوبية ونجاحها في الاستثمار في التعليم وفي تنمية رأس المالي البشري والمراهنة على السلام والدبلوماسية والتى كانت نتيجته نجاحا اقتصاديا ورفاها اجتماعيا واستقرارا سياسيا في بيئة مضطربة. ودعنا السفير وهو يؤكد «ما يحدث من تهديدات كورية شمالية ليس جديدا وكوريا الجنوبية ما زالت تراهن على التعامل بصبر وبحكمة والمستقبل سيكون للاستقرار والتنمية والسلام» وكوريا الجنوبية لا تزال تراهن على استمرار نهج الدبلوماسية والاحتواء للجار الشمالي المزعج. وضع الكوريتين والكوريين من القصص المؤلمة والتى يرويها التاريخ السياسي فبعد الاستقلال من احتلال ياباني، دخل البلدان الشقيقان في حرب استمرت من العام 1950م الى 1953م وكان اخطر احداثها احتلال قوات كوريا الشمالية للعاصمة الكورية الجنوبية في يونيو 1950م، وبدعم صيني ومباركة سوفيتية، وبعد الحرب توصلت الكوريتان لتوقيع هدنة في 27 يوليو 1953م لكن التوتر والحرب الباردة استمرا حتى نجحت الدبلوماسية في الجمع بين زعيمي الكوريتين في أول قمة لهما في 13 يونيو 2000م بين الرئيس الكوري الجنوبي آنذاك كيم داي جونغ والزعيم الكوري الشمالي آنذاك كيم جونغ إيل وتحسنت الاجواء الدبلوماسية، ولكن بعد وفاة الرئيس كيم جونغ ايل في 17 ديسمبر 2011م وتولي الرئيس الابن كيم جونغ أون تطورت الامور بشكل دراماتيكي وقام الرئيس الابن وفي مناسبة الذكري الأولى لوفاة والده بإطلاق صاروخ باليستي في 17 ديسمبر 2012م، ثم قام باجراء تجربة نووية في 12 فبراير 2013م وقبل ايام اعلن الجيش الكوري الشمالي انه صادق على خطط عسكرية تستهدف ضرب مواقع في الولاياتالمتحدة وقد تستخدم فيها اسلحة نووية وان لحظة الانفجار تقترب بسرعة.. وسط انباء عن استعداد كوريا الشمالية لإجراء تجربة نووية رابعة. لكل أزمة دروس مستفادة ولعلنا في الخليج نستفيد من التشابه الكبير بين نظامي بيونغ بيانغ وطهران، هناك تنسيق وعلاقات استراتيجية بين النظامين الكوري الشمالي والايراني وكلاهما يصدر العنف والتدخل في شئون الآخرين وتوزيع التهديدات على الجيران دوريا، لذا يجب ان لا نغفل ان السيناريو الكوري الشمالي من تهديد للجيران بالسلاح النووي قد يستنسخ يوما ما من طهران ما لم يتم ايقاف البرنامج النووي الايراني عبر المجتمع الدولي حماية للاستقرار والسلام الاقليمي والدولي. abdulahalshamri@