حدد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون جزيرة صغيرة في كوريا الجنوبية قريبة من الحدود البحرية بين الجنوب والشمال كأول هدف في حال وقوع نزاع في وقت لا يزال فيه التوتر شديدا في الارخبيل، حسب ما ذكرت الصحف الرسمية الكورية الشمالية الثلاثاء. وقال كيم خلال زيارة لثكنات عسكرية قريبة من الحدود الاثنين، في اليوم الاول من مناورات عسكرية مشتركة بين سول وواشنطن وادانتها بيونغ يانغ بشدة، ان جزيرة باينغنيونغ ستكون اول هدف للجيش الكوري الشمالي. ويبلغ عدد سكان هذه الجزيرة خمسة آلاف نسمة وتتمركز فيها عدة وحدات عسكرية. وفي نوفمبر 2010، قصفت بيونغ يانغ جزيرة يوبيونغ القريبة هي ايضا من الحدود البحرية ما ادى الى مقتل اربعة كوريين جنوبيين. ونقلت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية عن كيم قوله «في حال اعطي الامر، يجب ان تقصموا ظهر الاعداء الشياطين وان تقطعوا اعناقهم وان تظهروا لهم هكذا بوضوح ما هي حرب حقيقية». ومن ناحيته، قال المسؤول في الجزيرة المستهدفة كيم يونغ-غو ان الملاجىء لاستقبال المدنيين اصبحت جاهزة وان جميع القرى في حالة تأهب. واضاف لوكالة فرانس برس «هناك بالفعل هجرة جماعية لسكان مذعورين الى اليابسة ولكن كي نكون صريحين هناك نوع من الخوف». وتأتي هذه المناورات بعد اسبوع من التوتر الشديد في شبه الجزيرة الكورية : فقد هددت بيونغ يانغ الاسبوع الماضي بالغاء معاهدة الهدنة التي انهت الحرب بين الكوريتين في 1953، ولوحت بشن «حرب نووية» وحذرت الولاياتالمتحدة من انها تعرض نفسها الى «ضربة نووية وقائية». التوتر في ذروته وسعت واشنطن الاثنين الى مضاعفة الضغط على بيونغ يانغ عبر عقوبات اقتصادية جديدة، فيما كان التوتر في ذروته في شبه الجزيرة الكورية مع انطلاق مناورات عسكرية في الجنوب وتهديد بيونغ يانغ بهجمات نووية. وقررت الولاياتالمتحدة الاثنين فرض عقوبات على مصرف التجارة الخارجية في كوريا الشمالية في محاولة لتجفيف مصادر الاموال التي تستخدمها بيونغ يانغ في برنامجيها النووي والبالستي. وقال توم دونيلون مستشار الامن القومي للرئيس باراك اوباما في مداخلة في نيويورك «للحصول على المساعدة التي هي في حاجة ماسة اليها على كوريا الشمالية ان تبدل مسارها». من جهته، لاحظ المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني ان الولاياتالمتحدة «قلقة حيال الخطاب العدائي لكوريا الشمالية»، لكنه حذر من ان هذا البلد لن يحقق «شيئا عبر التهديد او الاستفزاز». وبدأت كوريا الجنوبية والولاياتالمتحدة - التي تنشر 28500 جندي في اراضي كوريا الجنوبية - الاثنين اسبوعين من المناورات التي اطلق عليها اسم «كي ريزولف». وهي مناورات فرضية في القسم الاكبر منها، لكنها تعبىء آلاف الجنود (عشرة آلاف جندي كوري جنوبي و3500 أمريكي). وككل عام، نددت بيونغ يانغ بهذه المناورات التي تعتبرها بمثابة محاكاة لاجتياح الشمال من قبل الجنوب بدعم من واشنطن. وتأتي هذه المناورات بعد اسبوع من التوتر الشديد في شبه الجزيرة الكورية : فقد هددت بيونغ يانغ الاسبوع الماضي بالغاء معاهدة الهدنة التي انهت الحرب بين الكوريتين في 1953، ولوحت بشن «حرب نووية» وحذرت الولاياتالمتحدة من انها تعرض نفسها الى «ضربة نووية وقائية». ومن اسباب ارتفاع حدة التوتر التجربة الصاروخية الناجحة التي قامت بها كوريا الشمالية في ديسمبر واعتبرتها سول وحلفاؤها صاروخا بالستيا، وتلتها ثالث تجربة نووية في فبراير ثم عقوبات جديدة اقرها مجلس الامن الدولي الجمعة. واعلن النظام الكوري الشمالي بعد ساعات من صدور قرار مجلس الامن الدولي، انه بات يعتبر «كل اتفاقات عدم الاعتداء بين الشمال والجنوب» بحكم الملغاة. واكدت صحيفة «رودونغ سينمون» الناطقة باسم الحزب الشيوعي الكوري الشمالي في عددها الصادر الاثنين «النهاية التامة» لمعاهدة الهدنة التي انهت الحرب الكورية. لكن متحدثا باسم الاممالمتحدة اكد الاثنين من نيويورك ان «اتفاق الهدنة لا يزال صالحا ولا يزال ساريا»، موضحا ان «مضمون الهدنة لا يسمح لاي من الطرفين بالتنصل منه في شكل احادي الجانب». وذكر خبراء ان بيونغ يانغ ابطلت اتفاق الهدنة عشر مرات في الاعوام العشرين الاخيرة. واعلنت وزارة التوحيد الكورية الجنوبية المكلفة العلاقات بين الدولتين الجارتين الاثنين ان الشمال بدأ على ما يبدو بتنفيذ احد تهديداته اذ علق العمل بالخط المباشر بين بيونغ يانغ وسول والذي يستخدم في حالات الطوارىء. ولغة التهديد واستعراض القوة تعتبر من الامور المعتادة من على جانبي الخط الفاصل بين الكوريتين منذ انتهاء الحرب قبل ستين عاما، لكن بعض المراقبين يعتبرون ان الوضع حاليا شديد التوتر حتى اي حادث طفيف يمكن ان يخلف عواقب خطيرة. وبحسب وزارة الدفاع الكورية الجنوبية، فان كوريا الشمالية تحضر هذا الاسبوع لمناورات عسكرية. وقال مسؤولون في الوزارة ان الثكنات الواقعة على الجزر الكورية الشمالية القريبة من الحدود البحرية التي تحتج عليها بيونغ يانغ، نصبت مدفعيتها في وضعية هجوم. من جهتها، اعتبرت رئيسة كوريا الجنوبية بارك غون هيه التي تولت مهامها قبل اسبوعين، ان الوضع «خطير جدا» ووعدت بالرد «بشدة» على اي استفزاز تقوم به كوريا الشمالية. واعلن البيت الابيض الاثنين ان الرئيس اوباما سيستقبل نظيرته الكورية الجنوبية في مايو في واشنطن. كما أعلنت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية الثلاثاء أن اتفاق الهدنة الذي أنهى الحرب الكورية (1950-1953) لا يزال ساريا رغم تهديدات كوريا الشمالية بإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار. ونقلت وكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية تشو تاي يونغ قوله، مطالبا بسحب تهديدات الشمال بإلغاء الهدنة : «إن أحكام اتفاق الهدنة لا يمكن إلغاؤها أو إنهاؤها من جانب واحد فقط».