هددت كوريا الشمالية أمس، بضرب مكبرات الصوت التي اقامها الكوريون الجنوبيون من جديد على الحدود في اطار الحرب النفسية على بيونغ يانغ اثر غرق البارجة الكورية الجنوبية. وجاء تهديد بيونغ يانغ بعدما نشرت كوريا الجنوبية مجددا مكبرات للصوت في 11 موقعا على طول الحدود لاستئناف الدعاية المعادية لكوريا الشمالية التي اوقفت في 2004. ونقلت وكالة الانباء الكورية الشمالية عن بيان عسكري ان «القوات المسلحة الثورية (...) ستشن ضربة عسكرية شاملة للقضاء على معدات الحرب النفسية» التي يشنها الجنوب. واضاف البيان «يجب ان يفهم بشكل واضح ان الرد العسكري (الكوري الشمالي) سيكون ضربة لا رحمة فيها تشمل حتى تحويل سيول معقل مجموعة الخونة، الى بحر من اللهب». وتشهد العلاقات بين الكوريتين توترا كبيرا بعدما افاد تحقيق بأن غواصة كوريا شمالية قصفت بطوربيد بارجة كورية جنوبية قرب الحدود البحرية في البحر الاصفر. ونفت بيونغ يانغ بشدة مسؤوليتها عن الحادث. وقالت رئاسة الاركان الكورية الشمالية ان قرار كوريا الجنوبية يعتبر بمثابة «اعلان حرب مباشرة» ويشكل «انتهاكا فاضحا» لاعلان السلام والمصالحة الذي وقعته الكوريتان في 2000. واضافت «نتيجة لذلك ستشن القوات المسلحة الثورية ضربة شاملة لتدمير وسائل المجموعة لشن حرب نفسية». وكان الشمال كرر مرارا انه سيضرب مكبرات الصوت اذا عادت سيول الى البث عبرها. ووصف الاعلان الذي نشرته الوكالة الرسمية الكورية الشمالية مكبرات الصوت بانها «عمل استفزازي قبيح يمس بكرامة كوريا الشمالية ومصالحها العليا». وقال الجنوب الذي يخطط ايضا لاستخدام وسائل دعائية الكترونية ان استئناف البث عبر المكبرات سيحتاج الى بعض الوقت في محاولة لتجنب تأجيج التوتر. وكانت الكوريتان اوقفتا حملاتهما الدعائية المتعادية المتبادلة مع تحسن علاقاتهما اثر القمة التي جمعت رئيسيهما في العام 2000. وقد اتفقتا في 2004 على ان توقف كل منهما الدعاية الاعلامية الرسمية لتحسين العلاقات مع ان الشمال يشكو دائما من قيام مجموعات خاصة كورية جنوبية بالقاء منشورات معادية لبيونغ يانغ عبر الحدود. وكانت كوريا الشمالية حذرت الجمعة من اجراءات «لا رحمة فيها» ضد الجنوب لاحالته ملف البارجة الى مجلس الامن الدولي لفرض عقوبات على بيونغ يانغ. وحذر ناطق باسم اللجنة الدفاعية الوطنية التي تتمتع بنفوذ كبير ويرأسها الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل الاممالمتحدة من «عواقب جدية» على السلام اذا ناقشت القضية قبل ان يطلع محققون كوريون شماليون على الادلة. وتتهم كوريا الشمالية واشنطن وسيول بشن حملة لتشويه سمعتها وتزوير ادلة على تورطها وتعتبر الاجراءات الانتقامية التي اعلنها الجنوب بما في ذلك تعليق التجارة، يمكن ان تسبب حربا. والكوريتان نظريا في حالة حرب منذ انتهاء النزاع بينهما (1950-1953) بتوقيع هدنة. وقد شنت كل منهما حملات ضد الاخرى عبر الحدود خلال الحرب الباردة وبعدها.