التعريف هو الطريق إلى فهم شيء ما.. ذي طبيعة كلية.. وذلك بشرح اللفظ لغويا أو بتحديد الخصائص والمميزات.. والسؤال هنا: هل هذه الخصائص ثابتة بحيث يبقى التعريف صالحا لكل زمان ومكان.. أم انه "في تطور مستمر ويزداد قربا من اليقين بتقدم المعرفة؟". الفرق بين النظرة القديمة للأشياء والنظرة الحديثة هو الثبات والتحول.. فالمعرفة القديمة تنظر إلى الأشياء والمفاهيم باعتبارها ظواهر ثابتة.. أما المعرفة الحديثة فهي على يقين من أن الأشياء والمفاهيم في تحول دائم. المثل القديم يقول «من شب على شيء شاب عليه» وهذا صحيح بشكل نسبي .. فمن تعود على فهم شيء وفق تعريف ما ليس سهلا أن ينتقل إلى القناعة بتعريف آخر وثالث ورابع . التحول الدائم هذا هو نقطة الاختلاف بين الأجيال فالمثل القديم يقول "من شب على شيء شاب عليه" وهذا صحيح بشكل نسبي.. فمن تعود على فهم شيء وفق تعريف ما ليس سهلا أن ينتقل إلى القناعة بتعريف آخر وثالث ورابع.. وهذا ما يجعلنا ندرك الفرق بين الأجيال ، وكيف أن كل جيل له فهم آخر للأشياء والمفاهيم. كان هم الإنسان منصبا على فهم الأشياء من حوله وما و راء ذلك.. فهو لم يعرف نفسه ولم يتعرف إلا لمحا على داخله وما فيه من غابات مترامية فاستمر قرونا (مثلا) وهو يعرف الإنسان بما عرفه به أرسطو.. ولكن العصر الحديث التفت فيه الإنسان إلى نفسه بل اعتبر أن الانطلاق من الذات هو مفتاح المعرفة برمتها. إن فتوحات علم النفس الاجتماعي والآداب اقترحت تعريفات عديدة للإنسان ولا تزال.. فهو يعرف بأنه "الساعي باستمرار إلى إعادة ابتداع نفسه" وهذا التعريف لا علاقة له (بالجنس والنوع) الذي اقترحه أرسطو ولا بتلك الشروح اللفظية المتكاثرة. بل هو نابع من هناك من آبار الأعماق.. من جعل الذات تتسابق مع ذاتها. الالتفات إلى الإنسان في العصر الحديث لم يقتصر على الإنسان ذاته.. بل امتد إلى كل ما يمس حياته مسا مباشرا ومن أهمها (الدولة) يقول الأستاذ عبدالله المطيري/ الوطن 2/2/2011 "الدولة الحديثة هي منجز لفكرة أساسية في التاريخ البشري الحديث: فكرة الإنسان.. في العصر الحديث تمت إعادة تعريف الإنسان ليصبح بالتعريف كائنا حرا". ما معنى أن يكون الإنسان كائنا حرا؟ معناه ألا يكون أسيرا لإرادة أخرى مهما كانت تلك الإرادة والذي يجب أن يحكم العلاقة بين إرادة الفرد وأي إرادة أخرى هو (القانون) القانون المنبثق من الإرادة العامة. هذا هو منطق العصر الحديث.. منطق التعريف الجديد للإنسان.