تجري هذه الأيام الاستعدادات لاطلاق الملتقى السعودي السوداني في العاصمة السعودية الرياض للخروج بنتائج ملموسة تصب في صالح البلدين الشقيقين، ويجري الحديث عن كم كبير من المشروعات الاستثمارية والفرص الثمينة لرجالات الأعمال والاستثمار السعوديين وهذا - لعمري - أمر طيب يخدم عدة اتجاهات أولها تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري بين المملكة والسودان، وثانيها تقوية أواصر العلاقة الأخوية التي تعد إحدى ركائز ولبنات التكامل العربي التي يمكن تطويرها لتشمل دولا عربية عدة، وبالتالي إيجاد نوع من الترابط الاقتصادي العربي، وتكمن أهمية هذا الملتقى في أنه يؤسس لعلاقة اقتصادية واستثمارية ثنائية من شأنها أن تكون أنموذجا يحتذى به ، هناك إرادة سياسية واقتصادية على مستوى قيادة البلدين في ظل صدور قانون جديد للاستثمار في السودان احتوى على إصلاحات لمعوقعات الاستثمار خلال الحقبة الماضية، حيث كان قد شكا بعض المستثمرين عن آثارها السالبة على أعمالهم ومشاريعهم في الفترة الماضية لكن مع أهمية ذلك أرى أننا أحوج ما يكون للاستثمار الزراعي والحيواني بشتى ضروبه، لأنه بجانب أنه يؤسس لتطوير العمل الاستثماري واستنهاض المقومات الاقتصادية في البلدين فإنه أيضا يمكنه أن يؤسس لأنموذج ناجح للاستثمار في مجال الزراعة والغذاء في وقت يتصارع فيه العالم على منتج يتآكل فيه مخزون الغذاء وينذر بحالة كارثية من ندرة الغذاء وارتفاع الأسعار والعديد من الدراسات والبحوث الصادرة عن منظمة الزراعة والغذاء الدولية (الفاو) تؤكد ما ذهبت إليه وتعلن عن توقعات بوقوع مجاعات في عدد من الدول، لذلك أعتقد أنه من الأهمية بمكان أن يتم تأطير الملتقى الاقتصادي الاستثماري السعودي السوداني بعدد من المشروعات الاستثمارية من خلال التركيز على الاستثمار الزراعي والاستثمار الحيواني خاصة أن هناك إرادة سياسية واقتصادية على مستوى قيادة البلدين في ظل صدور قانون جديد للاستثمار في السودان احتوى على إصلاحات لمعوقعات الاستثمار خلال الحقبة الماضية، حيث كان قد شكا بعض المستثمرين من آثارها السالبة على أعمالهم ومشاريعهم في الفترة الماضية، وزد على ذلك أن السودان يحتوي على موارد مائية هائلة مطرية وجوفية في وجود عدد من الأنهار، بالإضافة إلى نهر النيل العظيم الذي يعتبر أهم عنصر في إنجاح الاستثمار في الزراعة والغذاء، في حين أن البلاد الخليجية مجتمعة تعاني شح المياه وتبحث عن بلاد غنية بالمياه للاستثمار الزراعي فيها. كما أن السودان يتمتع بأراض خصبة شاسعة تغطي ملايين الأفدنة الزراعية في وجود كوادر وعمالة مؤهلة للعمل في هذا الحقل المهم في حياتنا، وفي المقابل فإن المملكة تتمتع بالإمكانات المادية الضخمة التي تمكنها من بناء أرضية صلبة للاستثمار الزراعي والغذائي في السودان وغيره من البلاد التي تشبهه في الميزات المطلوبة في مثل هذه الحالات، لذلك أقول نعم للاستثمار الزراعي في السودان.