عودا على بدء، أنا مازلت مذهولا من اتهام مسؤولي التربية والتعليم وهم - بالمناسبة - كانوا أعضاء هيئة تدريس بجامعة الملك سعود حتى من هم في مجلس الشورى ممن كانوا مسؤولين تنفيذيين كبارا في الجامعة (خاصة انني فقط كنت عضو هيئة تدريس في الجامعة) وأعرف عن قرب ان خطط وبرامج معظم أقسام الكليات في الجامعة تحدّث خططها الدراسية وأساليبها التدريبية من فترة لأخرى وهو ما ينفي عن الجامعة الجمود وعدم موافقتها التغييرات العظيمة التي تتحدث عنها وزارة التربية والتعليم بمخرجاتها التي لا أريد ان أقول عنها أي شيء وبمقدور مسؤولي جامعات المملكة الحديث عنها، ولعلي بالمناسبة استشهد هنا بتصريحات سابقة لمسؤولي الجامعة في وقت سابق عن تردّي مستوى مخرجات التعليم العام وان مستوى الرسوب كبير بين طلاب وطالبات التعليم العام ومعظمهم ربما لا يتجاوز مقررات علمية مهمة جدا في العديد من التخصصات التطبيقية، هذا بطبيعة الحال يعيدني لمسألة المماحكة فيما بين أخطر جهازين تعليميين في البلد معنيين بتشكيل أدمغة أبنائنا في البلد، وهي إن كانت كذلك فهو شيء مؤسف حقيقة ولا يليق. أنا بالمناسبة كنت عضوا في مجلس الشورى وكنت أطلع على تقارير سنوية للجهازين ولم ألحظ أي اتهامات من هذا العيار بين التعليم العام والتعليم العالي وهذا ما يجعلني هنا اتساءل عن سبب ظهور هذه التصريحات في هذا الوقت لمسؤولي التعليم العام عن مخرجات الجامعات؟!! وهل هي مسألة متعلقة باختبارات التقويم والقياس للجامعات والتربية والتعليم والرسوم المتعلقة بها..!! أولا: كنت أتمنى على مسؤولي التربية والتعليم أن يرسلوا معاملة خاصة لمعالي وزير التعليم العالي بصفته مسؤولا عن التعليم في الجامعات فما الداعي لظهور تصريحات مسؤولي التربية والتعليم في الإعلام في هذا الوقت بالتحديد وكأنها رد اعتبار لحجم فشل طلاب وطالبات التعليم العام في اجتياز امتحانات مستوى كفاءة خريجي وخريجات التعليم العام؟!! حقيقة لا أعرف خلفيات لهذه التصريحات الخطرة عن مستوى التعليمين العام والعالي في البلد، وماذا يستفيد الشعب من هكذا معلومات عامة لم تفصّل في مستويات الجامعات الحكومية والخاصة في هذا الموضوع !! ولا أعرف ايضا في المقابل هل ضعف مستويات خريجي طلاب وطالبات التعليم العام المتعثّرة في امتحانات معظم الجامعات وفيما اذا كانت النسب أكثر أو أقل بين المدارس الحكومية أو الخاصة والجميع يعرف الفروقات بينهما!! حقيقة هذا موضوع خطر ويجب ألا يمر مرور الكرام، وعلينا طالما ظهر للإعلام ان نستمع لحقيقة ما يجري في تعليمنا وآراء الطلاب والطالبات والمعلمين والمعلمات الذين يمرون عبر هذه الموضة من امتحانات القياس والتقويم، ولله الأمر من قبل ومن بعد.