كان مقالي في الأسبوع الماضي عن اللوحات الإعلانية المجانية والتي نقوم - نحن- بترويجها على ظهورنا أو ظهور أولادنا أو صدورنا . ونوهنا عن تلك الإعلانات الفاغرة فاها أمام [ البيوت التي في طور الإنشاء ] أو على جدرانها الخارجية وتحدثنا عن الجديد / القديم وعن بعض ما تحمله من قلة أدب أو قلة حياء أو قلة انتماء لما تحويه من صور وعبارات ووو ... وأنخنا ركابنا عند ثلاثة أبواب لها فعالية في المجتمع وأي فعالية ألا وهي (المسجد - والبيت – والمدرسة ) وعلى رأس هذه المؤسسات الإعلام المرئي والمسموع والمقروء .. ووزارة التجارة الموقرة . والآن لانزال نعوم في بحر اللامعقول من السيئات التي غزتنا في عقر دورنا ودخلت علينا غرف نومنا وصرنا نتنفسها ونشربها ونأكلها .. وننظر من خلالها ألا وهي التوظيف السيكولوجي للمرأة لإثارة غرائز المراهقين ومن شابههم .. فالعطور .. ومزيل العرق إن لم يكن بنكهة المرأة وطعمها فسيعود على الموردين بالخسارة . والسيارات وموديلاتها الجديدة بشتى أصنافها وأحجامها إن لم تمتزج بالشق الأنثوي فإن البضاعة بائرة خاسرة والديكورات .. وحتى بلاط الأرصفة بل والأدهى ( أمواس الحلاقة ) إن لم يطعِّمها أهل الإعلانات والتجار من خلفهم بالمرأة الجميلة الرشيقة الجذابة .. فبشر صاحب هذه البضاعة وهذا الصنف بالذات/الأمواس بَشِّرهُ بالغرق في خضم المديونية حتى أذنيه . إن المرأة في نظر غير المسلمين هي المحور الأساس الذي يجب أن تدور عليه عجلات التجارة ونمو الثروات. قديماً كانوا يستخدمون المرأة في الجاسوسية فقط لأنها تستطيع النزول إلى قاع السلطة وأن ترتفع وتعلو إلى أعلى قمة في السلطة وتجمع المعلومات المهمة والمدمرة .. وأما في هذا الزمان فإن تجارنا الكرام الفضلاء الأعزاء اكتشفوا أن الحرب صارت الكترونية والتجسس الكتروني و... وقالوا: مادام أن سوق المرأة قد ( بار ) فلا بأس أن نفتح لها قناة نستثمرها فيها وكانت قناة الإعلان. فأنت تجدها في كل إعلان من السيارة وأثاث العمارة إلى إبرة الخياطة مع العلم أن الخيَّاطات انقرضن في هذا العصر وأمست كالديناصور وحل محلها الخياط من العمالة الأجنبية الآسيوية الذي يبعث نكهته في كل ثياب الأسرة حيث يجب غسلها -في البيت- قبل أن تُلبس . فيا وزارة التجارة أليس لكم يد تضربون بها على هذه الترهات والتي ذكرت منها القليل في مقالي هذا والذي سبقه ؟!