انضممت لعشرات الآلاف التي "ساحت" خارجياً أثناء عطلة الربيع، فاتجهت شمالاً للأردن، وبدأت "مغامرات" الرحلة قبل أن أغادر مطار الملك فهد بالدمام، وعلى مستويين: الأول عندما ولجت صالة الأعمال فوجدتها خالية من الشاشات، كيف أتابع الإعلان عن رحلتي الموعودة؟! وتتبعت الموضوع فوجدت أثراً لشاشة لكنها خلعت - فيما يبدو - لدواعي الاصلاح. أما الثاني فهو أن الرحلة تأخرت عن موعدها ساعتين قضيتهما في صالة الأعمال حيث الخيارات تتراوح بين معدومة ومحدودة في كل شيء تقريباً، جال في خاطري نماذج من صالات الأعمال في مطار البحرين أو مطار الدوحة أو مطار أبوظبي أو مطار دبي طبعاً أو مطار دلهي الذي سبق أن حدثتكم عنه. متى نصلح الشاشات عندنا ؟ وأضيف - استفادة من التجربة الأردنية - أتمنى رؤية مواطنين يعملون في كل خدمات المطار بما في ذلك صالة الأعمال، ولن نعجز عن أن نوفر عشرات من المواطنين والمواطنات المدربين في كليات السياحة والمتمرسين في الضيافةأما المفاجأة السارة فكانت عندما وصلنا إلى عمان، مطار جديد "بقراطيسه" كما يقولون. سألت موظف الجوازات : مبروك المطار الجديد، متى أفتتح؟ أتتني الاجابة: منذ يومين اثنين. عند العودة للبلاد، كنت أفرك يديَّ تحرقاً، فقد أخذت المطارات تتفنن في توفير كل متطلبات الراحة في صالات الأعمال ليس من باب البهرجة، بل لاستقطاب الركاب عبر توفير حزمة من الخدمات تمكن المسافرين من استغلال وقت الانتظار فيما هو مفيد إما بالخلود للراحة أو العمل أو الأكل والشرب، وفي مطار الملكة علياء الجديد لم يخب ظني؛ فقد فكر مصمم المطار في كل شيء؛ وصلت إلى الصالة الواسعة، فوجدت الشاشات الضخمة في كل زاوية تبين أوقات الرحلات المغادرة والبوابات وهكذا، لكن لابد من ذكر الحقيقة كل الحقيقة، فما أن دخلنا الصالة حتى قالت المسئولة: نأسف نظام الصوت لم يكتمل في الصالة بعد، فلن نستطيع أن نعلن عن الرحلات، ويمكنكم متابعة حالة رحلتكم من خلال الشاشات، ثم ما أن جلسنا حتى وجدنا ما لذ وطاب من الطعام الطازج، بسيط لكن طريقة عرضه جذابة، أخذت أراقب : وإذا بكبير مضيفين يشرف على العناية بالمسافرين وتقديم الخدمات لهم ما برحوا في الصالة ويوجه بقية العاملين، فما أن تستقر على كرسيك حتى يأتيك من يسألك عن طلباتك ويتردد عليك بين الفينة والأخرى. أما ما أعجبني أكثر من أي شيء آخر فهو أن كل من يعمل هناك أردني دونما استثناء. أعود لأسأل: متى نصلح الشاشات عندنا ؟ وأضيف - استفادة من التجربة الأردنية - أتمنى رؤية مواطنين يعملون في كل خدمات المطار بما في ذلك صالة الأعمال، ولن نعجز عن أن نوفر عشرات من المواطنين والمواطنات المدربين في كليات السياحة والمتمرسين في الضيافة. تويتر: @ihsanbuhulaiga