جاء بيان وزارة الداخلية الأسبوع الماضي عن القاء القبض على خلية تجسس كانت تعمل لصالح دولة Hجنبية ليؤكد حقائق ثلاث : الأولى: ان هذا الوطن يبقى مستهدفا من قوى الشر التي لا تقبل غير إثارة الفتنة وفتح أبواب الفوضى في كل مكان. الثانية: ان فئة قليلة - للأسف - من أبناء الوطن تنكرت لكل القيم والمباديء وباعت ضمائرها لأعداء الإسلام والمسلمين وتنكرت لوطن منحها كل الفرص لتصل إلى مناصب عليا في الجامعات والبنوك والشركات الكبيرة بعد ان أعطاها الوطن فرص التعليم والابتعاث أملا في ان تكون هذه العناصر الفاسدة أدوات بناء في يوم من الأيام لا أدوات هدم. الثالثة : ان أجهزة الأمن في المملكة العربية السعودية تثبت كل يوم أنها على مستوى المسؤولية ومستوى التحديات، وان قوى البغي ستبقى عاجزة عن اختراق جبهاتنا الداخلية - بفضل الله - ما دمنا معتصمdن بحبل الله جميعا وما دامت أجهزتنا الأمنية بقيادة سمو الأمير بندر بن سلطان رئيس الاستخبارات العامة وسمو الأمير محمد بن نايف وزير الداخلية تعمل بهذه الكفاءة العالية، ويبقى السؤال الكبير الذي يعتلج في النفوس: لماذا يبيع الإنسان وطنه ؟ وما الثمن ؟ وما قيمة الإنسان عندما يبيع نفسه ويبيع ضميره ويبيع وطنه؟!! وتبقى ماثلة في الأذهان قصة الصحابي الجليل زيد بن حارثة - رضي الله عنه - عندما أخبر الرسول (صلى الله عليه وسلم) بخبر كبير المنافقين عبد الله بن سلول وتحريضه أهل المدينة ثم تهديده الصريح عندما قال قاتله الله : « ليخرجن الأعز منها الأذل « وكيف أنكر ابن سلول ذلك وموقف الصحابة من زيد ولومهم له حتى بات يتحاشى الاقتراب من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) خجلا ( وهو صادق فيما نقل ) حتى أنزل الله سورة المنافقين لتثبت صدقه - رضي الله عنه - وتجلل ابن سلول ومن معه بالخزي حتى يوم القيامة. كان موقف هذا الصحابي الجليل موقفا صادقا في سعيه لتنبيهه عليه الصلاة والسلام وخوفه على مكتسبات تلك المرحلة المفصلية من تاريخ الدعوة، وهو موقف يؤكد ان مسؤولية الأمن لا تقع فقط على عاتق رجال الأمن ، لكنها مسؤولية كل مواطن تجاه كل من يستهدف أمن الوطن والمواطن بسوء. سيبقى هذا الوطن قويا عزيزا - بمشيئة الله - ويخسأ كل من يريد أن يمسه بسوء. تويتر h_aljasser