اكتشاف سفينة محملة بأسلحة ثقيلة ومتنوعة وبحارة يمنيين، يعني أن اليمن مستهدف وأن الاصابع الأجنبية تستمر في برنامج إثارة الاضطرابات في اليمن . وتشير كل الدلائل إلى أن إيران تستمر في برنامج إشعال الفتنة والاضطرابات في اليمن. فالأصابع الإيرانية لا تتدخل في بلد إلا وتزرع فيه الفتنة والفرقة والنزاعات وهي البيئة التي تخلقها طهران لتزدهر بها أعمالها الشريرة، بدءا من لبنان واليمن وسوريا والعراق وبلدان الخليج العربي. وأخذ اليمن نصيباً واسعاً من برنامج الفتن الإيرانية، فعلى مدى سنوات كانت إيران تجند أتباعاً وتمدهم بالسلاح والمال لإثارة مشاكل في اليمن إلى درجة إشعال حرب أهلية، وتحريض اتباعها على انتهاك حدود المملكة وارتكاب مغامرة في حدودنا الجنوبية باءت بالفشل الذريع بعد أن تصدت لها قواتنا المسلحة الباسلة، ولقنت رؤوس الشر والفتنة دروساً سيتذكرونها طوال أعمارهم. وفي أعقاب انتفاضة الشعب اليمني استغلت إيران الأعراض الانسحابية للثورات والانتفاضات ومنها ضعف الحكومة المركزية، فتحالفت طهران ومنظمة القاعدة الإرهابية لإشعال الفتن في اليمن وارتكاب أعمال تخريب وتمردات متنوعة في اليمن الهدف منها توسيع رقعة الاضطرابات واشغال اليمنيين عن العودة إلى الحياة الطبيعية وإرساء سلام بين مكونات المجتمع اليمني. كي تبقى اليمن ساحة تزدهر فيها فتن طهران. وفي الوقت الذي ضللت طهران الحوثيين في شمال اليمن وأغدقت عليهم الوعود والأماني والأموال، وزينت لهم كل الأعمال الشيطانية بما فيها انتهاك حدود المملكة الجنوبية، بدأت تمارس نفس السلوك مع الجنوبيين في اليمن وجندت اتباعاً وميليشيات وتنكأ جرح الانفصال، وتضلل اليمنيين في الشمال أو في الجنوب بشعارات توحي وكأن طهران تساند الحقوق والعدل والمطالبات الحقوقية، بينما الحقيقة هي أن طهران لا يهمها أي حقوق أو إرساء أية عدالة في أي مكان. ولو كانت إيران صادقة في شعاراتها كان الأولى بها أن تحقق مبادئ الشعارات في داخل إيران نفسها، فنظام طهران هو أشرس نظام قمعي في العالم الإسلامي في القرن الواحد والعشرين، وقبل أيام فقط اعتقل النظام الإيراني 14 صحفياً لإخراس الحقيقة، وتمتلئ السجون الإيرانية بالحقوقيين الإيرانيين والمدافعين عن قضايا العدالة والإنسان والذين يكافحون الاضطهاد في الاحواز العربية المحتلة. وهذا يدل على أن كل ما ترتكبه إيران في الوطن العربي تحت شعارات مضللة ليس إلا إشباعاً لرغبة طهران المرضية في خلق العداوات والانقسامات والفتن في المجتمعات العربية تنفيساً لحقد تاريخي ضد الأمة العربية وشعوبها وقادتها وبلدانها.