تابعت كما تابع الكثير من المواطنين الخبر الذي نشرته (اليوم) في العدد الصادر يوم الجمعة الفائت والمعنون «المتسللون خطر يهدد هجر الأحساء»، كما تداول المجتمع مؤخراً ظاهرة تسلل بعض الجنسيات الإفريقية إلى بلادنا عبر حدود المناطق الجنوبية، حتى بلغ الأمر بهؤلاء المتسللين إلى أن يصبحوا مصدر قلق وبؤر فساد قد تكون سبباً في تهديد استقرار مجتمعنا وأمنه وأمانه ؛ مما حدا بأمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد , أن يوجه بتشكيل لجنة لدراسة هذه الظاهرة واتخاذ الإجراءات النظامية للقبض عليهم، ومن ثم إيجاد الحلول المناسبة لعدم تكرارها والقضاء عليها. إن ظاهرة المتسللين والمخالفين في مختلف مناطق بلادنا ليست بالجديدة، بل إنها ومنذ سنوات أخذت تستفحل يوماً بعد يوم حتى أصبحت ككرة الثلج، ولا غرابة إذا قلنا أن مناظر هؤلاء المخالفين والمتسللين وأطفالهم ونسائهم في بعض الأحيان، هي من المشاهد التي اعتدنا رؤيتها أمام المساجد وعند تقاطعات الطرق والإشارات وفي المجمعات وغيرها، ومما يبدو لي أن انتشار هذه الظاهرة وتفشيها في مجتمعنا إنما يعود إلى أمرين، أولهما أن الأجهزة الأمنية المكلفة بالحفاظ على حدودنا غير قادرة على القيام بمهامها على الوجه الأكمل لنقص في العدد والعدة أو نقص في المراكز الحدودية وآلية توزيعها، وثانيهما أن بعض الأفراد يقصرون في أداء مهامهم وواجباتهم مما يساعد المتسللين في إنجاح حيلهم للدخول إلى بلادنا؛ وكلتا الحالتين خطيرتان وتستدعيان المعالجة الفورية. صحيح أن بعض المواطنين ساهموا في تفشي هذه الظاهرة بعدم مبالاتهم، وقيام البعض منهم أحياناً بإعطاء هؤلاء المتسللين والمخالفين أعمالاً بمقابل زهيد أو لتعاطفهم معهم أحياناً أخرى، ولكن لا بدّ أن نعترف ورغم الحملات الأمنية التي تقوم بها بعض الجهات، والتي نسمع عنها من حين إلى آخر؛ أن هناك فجوة يبرز من خلالها استفهام كبير هو: كيف استطاع هؤلاء المتسللون والمخالفون التنقل من منطقة إلى أخرى ومن محافظة إلى أخرى في بلادنا؟؟.. مما جعلهم ينتشرون في كافة المدن والهجر، لذلك نحن بحاجة ماسة لنضاعف تلك الجهود والحملات الأمنية من جهة، ونرتقي بوعي (المواطن الشريك) بضرورة الحفاظ على مكتسبات الوطن وأمنه وأمانه، ولا يجب أن نكتفي بذلك بل ينبغي علينا أن نجفف منابع هذه الظاهرة وآثارها السلبية وأخطارها على مجتمعنا، لا سيما في الحدود الجنوبية لبلادنا ذات الخصوصية بتضاريسها الجبلية وأوديتها المتعرجة، مما يستوجب معها التركيز والعناية بالمنظومة الأمنية ليس فقط لإيقاف ظاهرة تسلل الأفارقة، بل للحيلولة دون تصدير أمراض اجتماعية أشد وهي السلاح والمخدرات والفكر الإرهابي لهذه الأرض الطاهرة (يحفظها الله)، ولعل إدراك خطورة المشكلة هي أولى خطوات الحل، وإذا كانت الصحافة قد تولت أمر التوعية بمخاطر هذه الظاهرة فإننا جميعاً مواطنين ومسؤولين مدعوون لأداء واجبنا كل في مجاله لمساندة الجهات الأمنية في أداء دورها كما اعتدناها دائماً في حماية الحدود ودرء كل ما يمكن أن يمس بأمن الوطن والمواطن والمقيم.. بارك الله جهودهم ونصرهم على عدوهم ورد كيد الكائدين عن هذا الوطن الأمين. تويتر: @fahad_otaish