محبة الوطن غريزة إنسانية لا يقتصر أثرها على شعب من الشعوب أو وطن من الأوطان، بل هي تتعدّى الإنسان إلى الحيوانات والطيور التي يُدرك أي مُبصر حنينها إلى الأماكن التي تولد وتعيش فيها، وما هجرة الطيور السنوية التي نراها جميعًا ثم عودتها إلى مواطنها الأصلية بعد أن تبتعد عنها آلاف الأميال إلا دليل ساطع على ذلك. وعلى الصعيد الإنساني فإن محبة الوطن لا تكفي أن تكون شعورًا يحسّ به الإنسان فحسب، بل هي ترتقي إلى درجة الاستعداد للتضحية وبذل النفس والروح والغالي والنفيس إذا اقتضت الحاجة للدفاع عن الوطن، وصد كل مُعتدٍ يتربص به أو يسيء إليه. لا شك في أن ما قامت وتقوم به الدولة من خدماتٍ للمواطنين هو أحد الأسباب الرئيسية في تعميق مشاعر الولاء والانتماء، كما أن إحساس المواطن بأنه محل اهتمام ولاة الأمر سيعمّق هذا الولاء أكثر وأكثر، ويزيد هذا الوطن الذي نحب قوةً ومناعة.وحين يذكر حب الأوطان والتضحية في سبيل الله ثم من أجل حمايتها فإن أبناء هذا الوطن بما يُعرف عنهم من ولاء وانتماء؛ هم في مقدّمة الشعوب التي تترجم ولاءها وانتماءها عملًا وتضحيةً بكل ما يملكه الإنسان. وقد عزز هذا الولاء إحساسهم بقداسة هذه الأرض التي شرّفها الله بأكرم رسالة وخير نبيّ ثم ولاة الأمر الذين يحرصون دائمًا على أداء المسؤولية نحو الرعية، وتوفير سُبل العيش الكريم لأبناء الوطن حيثما كانوا وأينما وجدوا على امتداد هذا الوطن الكبير من الماء إلى الماء، ويشهد على ذلك التطور الحضاري والعمراني والإنساني في كافة المجالات. ومع النمو السكاني المتزايد خاصةً من الشباب ذكورًا وإناثًا، والذين وفرت لهم الدولة فرص التعليم، وتحرص بكل السُّبل على توفير فرص العمل لهم في القطاعَين العام والخاص، إلا أن هناك من الاحتياجات التي يواجهها هؤلاء الشباب فيما يتعلق بتكاليف الزواج والسكن في ضوء ارتفاع أسعار الأراضي وقلة المعروض منها داخل التجمعات السكانية، وارتفاع أسعار مواد البناء إلى جانب ما نعانيه جميعًا من ارتفاع أسعار السلع والخدمات إلى أرقام فلكية أحيانًا دون رقيب أو عتيد؛ مما يستدعي أن تتدخّل الدولة كما عوّدتنا دائمًا - لزيادة ما تقوم به حاليًّا من مشاريع الإسكان وإعطاء ما أعلن عنه من مشاريع صفة الاستعجال، ووضع الإجراءات العاجلة والكفيلة للحد من تلك الأرقام الفلكية في أسعار الأراضي ومواد البناء بما يضمن تفريج الهموم عن كواهل المواطنين. ولا شك في أن ما قامت وتقوم به الدولة من خدماتٍ للمواطنين هو أحد الأسباب الرئيسية في تعميق مشاعر الولاء والانتماء، كما أن إحساس المواطن بأنه محل اهتمام ولاة الأمر سيعمّق هذا الولاء أكثر وأكثر، ويزيد هذا الوطن الذي نحب قوةً ومناعة. ولا يخالجني أدنى شك أن عيون القيادة تسهر دائمًا على راحة المواطنين وأمنهم ورفاهيتهم، وأن مثل هذه الأمنيات المشروعة ستجد بإذن الله آذانًا صاغية وقلوبًا مُحبّة تتسع لآمالنا وطموحاتنا، كما اتسعت قلوبنا ليسكنها حب الوطن وولاة الأمر، والله نسأل أن يوفقهم إلى مزيدٍ من العمل والعطاء الذي اعتاده منهم الوطن والمواطن والمقيم. إنه سميع مجيب. @fahad_otaish