أكد الدكتور عبد الله الربيعة وزير الصحة رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الصحة العرب، أن توحيد التشريعات الصحية في العالم العربي أصبح ضرورة ملحة من شأنها أن تسهم في تبادل الخبرات والاحتياجات في ظل فتح الأسواق العالمية وتبادل الكفاءات عبر الدول، داعيا الى ضرورة المضي قدما في سبيل إعداد قوانين استرشادية لتنظيم العمل الصحي. وأشار الربيعة في كلمته أمام الدورة 39 لمجلس وزراء الصحة العرب التى عقدت أمس بالقاهرة إلى أهمية موضوع مكافحة الأمراض غير السارية باعتبارها أحد أهم المهددات الصحية للمجتمعات في منطقتنا العربية أسوة بالتغير الكبير الذي طرأ على النمط المرضي في العالم أجمع، مشيرا إلى التأكيد السابق التزامنا على العمل سويا لمكافحتها من خلال إيجاد الآليات المناسبة ووضع التشريعات اللازمة، خاصة بعد تبنيها من قبل قادة الأمة العربية في اجتماع الدورة الثالثة للقمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية بمدينة الرياض هذا العام. ولفت الى أن موضوع صحة الأمهات وتعزيز خدمات التمريض والقبالة في الوطن العربي يعد من أبرز التحديات التي تشهدها المنطقة، ويندرج ضمن الهدف الخامس من الأهداف الإنمائية لهذه الألفية التي توافق عليها العالم واتفقنا سويا على الوصول بمؤشراتها إلى نسب محددة بحلول عام 2015، لافتا الى وجود تفاوت في تلك النسب يستلزم مزيدا من الجهود. وفى كلمته أمام الاجتماع أكد الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية أهمية تضافر الجهود العربية للنهوض بالقطاع الصحي في دول المنطقة ، وتوفير الاحتياجات الصحية والدعم اللازم للاجئين السوريين على الحدود مع دول الجوار. ورأى ضرورة التفاعل مع التحديات العديدة التى تشهدها الكثير من الدول العربية وهو ما يستوجب ضرورة التفاعل معها خاصة مع تزايد المشكلات التي تواجه القطاع الصحي في الدول العربية جراء تزايد اعداد النازحين السوريين لدول الجوار لافتا الى أن الجامعة العربية أوفدت بعثة رفيعة المستوى زارت مخيمات اللاجئين السوريين على الحدود مع الأردن والعراق ولبنان وأطلعت على أوضاعهم وسلمت قائمة باحتياجاتهم الى مؤتمر المانحين الدولي في الكويت نهاية يناير الماضي. وعبر العربى عن قناعته بأن مجلس وزراء الصحة العرب لن يدخر جهدا لدعم دول الجوار السوري لتلبية الاحتياجات الصحية والانسانية للاجئين , وفيما يخص الأوضاع الصحية في فلسطين، حذر الأمين العام من الأوضاع الصحية المأساوية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني جراء العدوان الاسرائيلي المتكرر على كافة الأراضي الفلسطينية وبخاصة قطاع غزة، مؤكدا أن الوفد الوزاري العربي الذي زار غزة نهاية ديسمبر الماضي لمس أوضاعا صحية متردية للغاية لا يمكن وصفها، وهناك نقص حاد في الدواء وصعوبة في تقديم الخدمات الصحية لأبناء الشعب الفلسطيني مطالبا الدول العربية بتقديم المزيد من الدعم الصحي والانساني للشعب الفلسطيني. وفيما يخص الأوضاع في إقليم دارفور السوداني دعا العربي وزراء الصحة العرب للمشاركة في مؤتمر إعادة اعمار دارفور المقرر عقده في الدوحة يومي 7-8 ابريل المقبل لبحث سبل دعم الاقليم مشددا على ضرورة أن تخصص وزارات الصحة في الدول العربية دعما ماليا وصحيا لتقديمه في مؤتمر اعمار دارفور والعمل على اقامة المراكز الصحية في الاقليم، موضحا أن القضايا الصحية تحتل أولوية على اجندة القمة العربية التنموية التي تعقد كل عامين داعيا وزراء الصحة العرب لطرح مزيد من المبادرات الصحية على القمة التنموية المقبلة في تونس . ومن جانبه أكد وزير الصحة المصري الدكتور محمد مصطفى حامد، رئيس الدورة الحالية لمجلس وزراء الصحة العرب أن الأوضاع الصحية في سوريا تعتبر من أهم الاولويات التي يهتم بها المجلس في الوقت الحالي خاصة بعد اشتداد الازمة والتي أدت الى توافد العديد من السوريين النازحين الى دول الجوار، منوها بما قامت به الأمانة الفنية لمجلس وزراء الصحة العرب بزيارة مخيم الزعتري للاجئين السوريين بالمملكة الاردنية الهاشمية يومي 22 و23 اكتوبر الماضي وذلك تنفيذا لقرارات مجلس وزراء الخارجية العرب حيث تم اثناء الزيارة تقديم المساعدات الطبية وما تبع ذلك من زيارة دول العراق ولبنان والاردن لتفقد الاوضاع الصحية للاجئين السوريين هناك. ولفت حامد الى أن مصر تستضيف اللاجئين السوريين ايضا، وهناك مدن كاملة أصبحت مشهورة بأعمالهم التجارية ومنتجاتهم المحلية لاستيطانهم فيها موضحا أنه تم إصدارقرار وزاري بشأن معاملة السوريين اسوة بالمصريين في جميع المستشفيات التابعة لوزارة الصحة والسكان من حيث اسعار العلاج. ونوه حامد بما قامت به مصر لتقديم خدمات علاجية للفلسطينيين خاصة بعد القصف الاسرائيلي على قطاع غزة في نوفمبر 2012 بالاضافة الى اخلاء الجرحى والمصابين لخطورة حالاتهم عن طريق سيارات الاسعاف والاسعاف الطائر مع القوات الجوية، كما تم انشاء مستشفى ميداني مصري في قطاع غزة لجراحة المناظير. وأكد اهتمام مصر بتبني توصيات إعلان الرياض الصادر عن المؤتمر الدولي لانماط الحياة الصحية والامراض غير السارية في العالم العربي والشرق الاوسط والذي أقيم بالمملكة العربية السعودية سبتمبر الماضي وذلك مع تنامي انتشار الأمراض غير السارية في الآونة الأخيرة .وأكد ان العديد من الدول العربية قد اتخذت مزيدا من الخطوات الايجابية في القطاع الصحي ولكن لاتزال في بداية الطريق، مشيدا ما قامت به دولة العراق باستعدادها بتكفل الدعم المالي للنهوض بإنشاء المجلس العلمي للتمريض،وكذلك ما قام به السودان في مجال تنمية الموارد البشرية وعمل خطة عربية مشتركة في هذا الصدد. وطالب حامد الدول العربية بالعمل على زيادة الميزانيات المخصصة للصحة ،والتعاون من خلال تبادل الخبرات والعمل على دعم بحوث النظم الصحية الحديثة. ودعا المجلس الى ضرورة تبني مبادرة ضد الادمان بإعتباره احد المخاطر التي تهدد صحة نسبة كبيرة من العرب خاصة الشباب ،مؤكدا ان مصر قامت في هذا الصدد بإنشاء اللجنة العلمية للمرصد الوطني للمخدرات بالاضافة الى تخصيص بعض المستشفيات لعلاج الادمان من خلال وحدات مخصصة بمستشفيات الصحة النفسية.