ألقي القبض على رجل الدين الاسلامي المتشدد (أبو قتادة) في لندن لمخالفته شروط الافراج عنه بكفالة قبل أيام من قيام الحكومة البريطانية بالطعن على قرار محكمة بوقف ترحيله الى الاردن. وأبو قتادة الذي تتهمه السلطات البريطانية بأنه يمثل خطرا أمنيا وبأنه من الملهمين لمنفذي هجمات 11 سبتمبر مطلوب القبض عليه في بلده الاصلي الاردن ليواجه اتهامات بالارهاب. وحاولت الحكومات البريطانية المتعاقبة على مدى سنوات التخلص من ابو قتادة الذي يتعرض للسجن والافراج منذ القاء القبض عليه للمرة الاولى في عام 2001 وافرج عنه بكفالة وفقا لقيود صارمة تشمل فرض قيود على التنقل لمدة 16 ساعة. وفي أحدث حلقة من سلسلة عراقيل قانونية لترحيله أصدرت اللجنة الخاصة التي تنظر في طعون الهجرة قرارا لصالحه في نوفمبر تشرين الثاني من العام الماضي. ويقول أبو قتادة: إن محاكمته في الاردن قد تجري على اساس أدلة يتم انتزاعها من خلال التعذيب. وقال متحدث باسم وزارة الداخلية امس : وكالة الحدود البريطانية ألقت القبض على رجل عمره 52 عاما من شمال لندن لانتهاكات مزعومة لشروط الافراج عنه بكفالة التي فرضتها اللجنة الخاصة التي تنظر طعون الهجرة. ووفقا للعرف المعمول به لدى السلطات البريطانية امتنع متحدث باسم وزارة الداخلية عن تأكيد ان الرجل هو أبو قتادة لكنه لم ينف تقارير اعلامية عرفت رجل الدين. وقال المتحدث: إن الاعتقال تم امس الجمعة وان انتهاك شروط الافراج بكفالة ستبحثه اللجنة الخاصة التي تنظر طعون الهجرة في اقرب فرصة ممكنة. ويمثل الطعن الناجح الذي قدم الى اللجنة في نوفمبر تشرين الثاني انتكاسة لوزيرة الداخلية تيريزا ماي التي نددت بالعراقيل القانونية المتكررة لترحيله. ومن المقرر ان تنظر محكمة الاستئناف طعن الحكومة على قرار اللجنة يوم الاثنين. ولم يتضح ان كان هناك اي علاقة بين اعتقال ابو قتادة والطعن المزمع. وقالت صحيفة صن التي كانت اول من نشر نبأ اعتقال ابو قتادة: إن شرطة مكافحة الارهاب فتشت منزله في شمال لندن على مدى 12 ساعة يوم الخميس. وامتنعت شرطة لندن عن تأكيد التقرير الذي تحدث عن عمليات التفتيش قائلة: إن ضباطا فتشوا ثلاثة عناوين سكنية وعنوان عمل واحد في العاصمة يوم الخميس. وقال متحدث: إن التفتيش له علاقة بالتحريات المستمرة من جانب قيادة مكافحة الارهاب, مضيفا انه لم يتم العثور على مواد خطيرة. ووصف قاض اسباني أبو قتادة وهو اردني من اصل فلسطيني بأنه اليد اليمني لاسامة بن لادن في اوروبا. وتقول بريطانيا عن الخطب التي يلقيها أبو قتادة بأنها أثرت على محمد عطا زعيم مجموعة هجمات 11 سبتمبر على نيويورك وواشنطن في عام 2001 . وبموجب اتفاق تم التوصل اليه في عام 2005 قدم الاردن لبريطانيا ضمانات دبلوماسية بشأن معاملة أبو قتادة وضمان ان تكون جلسات المحكمة نزيهة. وأدان الاردن ابو قتادة غيابيا بتهمة تحريض المتشددين الذين خططوا لهجمات قنابل في عامي 1999 و2000 . وبموجب اتفاق 2005 ستعاد محاكمته اذا عاد في نهاية الامر الى الاردن.