علاقة المرأة بالرجل أعقد من أن تُختزل في مقال أو يحتويها كتاب ، و لكني هنا أجمع بعض المفاتيح المتناثرة لأعرضها على الزوجات اللاتي يطمحن إلى التفوق في قصة نجاح بيت الزوجية .. اهتمي باهتمامات زوجك وتفاعلي معها حتى لو لم تكن من دائرة اهتماماتك ، فاهتمامك به يجعل زوجك وكل تفاصيله في أولويات حياتك . كوني صديقته قبل أن تكوني زوجته ، فالرجل يعترف بأخطائه لصديقته ويخشى من عتاب زوجته ، وإذا كنت صديقته الرائعة فستجدين نفسك عشيقته التي يهرب من زوجته إليها . أعظم الرجال تغيّره امرأة ، فكوني لزوجك تلك المرأة ، وسيري خلفه كما تسير العظيمات خلف العظماء . شاركيه حياته ولا تتملكيه ، فالزواج شركة راقية وليست مؤسسة فردية مسجلة باسمك والزوج أحد هذه المقتنيات . كوني له جارية يكن لك عبداً ، وإذا أردت أن تسيطري عليه بمناطحة الند للند خسرتما المعركة معاً ، وحديث المصطفى عليه السلام : ( لو أمرت أحداً أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ) يعطي دروساً بعيدة في إدارة بيت الزوجية ، وليس مساره انتقاص المرأة وإذلالها . كوني هو حتى يكون أنت ، وتذكري أن المعادلات في بيت الزوجية لا تحسب جميعها بالمنطق ، والصفح رأس مال ضخم يدر كثيراً من الأرباح . لا تعاتبيه إلا إذا كان جاهزاً للعتاب ، فالرجل بطبعه لا يحب النقد من زوجته ، ولكن إذا كان حضنك بيته الحنون سيطلب منك المساعدة وحينها سيكون طريق انتقادك ممهد السبل . إذا أردت أن تكوني أهم أولوياته فاجعليه كل حياتك ، وكما يقول الأحباش قديماً : ( وطن المرأة زوجها ) ، فإذا جعلتيه الهواء الذي تتنفسينه فستكونين الرئة التي يعيش بها . لا تنغصي عليه هواياته وإن كانت تافهة ، وأشعريه بأنك في قمة السعادة فقط لأنه سعيد ، ومع الوقت ستكتشفين أن هوايته المفضلة البحث عن سعادتك . لا تجعليه في كفة قابلة للمقارنة حتى مع أقرب الناس إليك ، فهو لا يقبل أن ينافسه في مشوارك الأبدي أحد حتى لو كانوا أولاده ، ولذلك تردد الحكيمات في ألبانيا مقولة : ( اذهبي إلى الضفة مع أمك ، واجتازي المحيط مع زوجك ) . كوني له أماً حنونة عندما يكون طفلاً ، وكوني بنتاً لعوبة عندما يكون أباً ، فقدر الزوجة العظيمة أن تكون كل الناس لأهم الناس -زوجها- . إذا لم يكن زواجكما نتاج الحب ، فبإمكانك أن تجعلي الحب هو نتاج زواجكما ، وتذكري أن قلب الرجل سهل الفتح متى أردت ذلك . نجاحك مع زوجك يعوض كل فشل ، وفشلك مع زوجك لا يعوضه أي نجاح ، وإذا كان الأولون يرددون : ( الزواج قسمة ونصيب ) فقولي : ( أقسم أن أجعل السعادة من نصيبه ) . وعندما سئل الرسول عليه السلام عن خير النساء قال : ( التي تسره إذا نظر ، وتطيعه إذا أمر ، ولا تخالفه في نفسها ومالها بما يكره ) .