للموت حضور بهي يجهله الأحياء وإن حاولوا تلمسه خلف التعزي والتصبر في كل حالة فقد ، فكل يوم هناك فاقد ومفقود وهناك باك وحزين على فراق أحبة له ولا يعلمون أن الخير كل الخير هو ما يتلقاه المفارق في لحظات موته اياً كانت صورة وفاته إن كان يشهد بأن الله واحد أحد . إن للموت في وقت ما وهيئة ما خيرا كثيرا للمتوفى لا يعلمه إلا الله وسنظل نبحث ونتفكر وتعيينا الفكر ويبقى علمنا قاصراً . والعجب أن من يتحدثون عن حسن الختام لا يشيرون إلا لمن فاحت من قبورهم رائحة الرياحين والعود والبخور هناك قصص كثيرة لا نعرف صدقها من كذبها ويتناسون أو يصدون عن أمور كثيرة تدخل الطمأنينة على قلوب من فجعوا في أحبتهم وهم لا يعلمون أن ما ظاهره ألم هو استقبال عظيم لهم في العالم الآخر فيدخلونه طاهرين مطهرين وإن كانت ميتته محرقة لقلوب من فقدوه كالغريق والحريق وذات الجنب والمطعون وأصحاب الحدود وكل ذلك يروع الاحياء ويؤلمهم ولكنها لمن ماتوا تبشر بخير كثير يصل بهم إلى درجة الشهداء في سبيل الله . لا نعرف أي حكمة إلهية اختارت أن يموت أهلنا وأحبابنا بالطريقة التي ماتوا بها ولماذا كان موتهم في ذلك الوقت تحديداً وتتعاظم الأمور علينا فيجزع بعضنا ويتماسك بعض آخر وفي قلبه شك وخوف وهلع !! أيشكون في رحمة الله !! لا ملام في ذلك فأكثرنا أضعف من تلمس الخير في رحم ما ظاهره شر وخاصة عندما يصدقون من لا يسمعونهم إلا الحديث عن عذاب القبر وعذاب جهنم ويصدون عن ذكر الرحمة واللطف والرأفة من رب رحمان رحيم لطيف رؤوف . لا نعرف أي حكمة إلهية اختارت أن يموت أهلنا وأحبابنا بالطريقة التي ماتوا بها ولماذا كان موتهم في ذلك الوقت تحديداً وتتعاظم الأمور علينا فيجزع بعضنا ويتماسك بعض آخر وفي قلبه شك وخوف وهلع !! أيشكون في رحمة الله !! لا ملام في ذلك فأكثرنا أضعف من تلمس الخير في رحم ما ظاهره شر وخاصة عندما يصدقون من لا يسمعونهم إلا الحديث عن عذاب القبر وعذاب جهنم ويصدون عن ذكر الرحمة واللطف والرأفة من رب رحمان رحيم لطيف رؤوف . وقد شاع ذلك بين العامة ولا ينكر منكر إن الاستناد على أحاديث التخويف والترهيب هي التي تسيطر على الخطاب الديني وهي الأكثر شيوعاً ولعل هذا هو أحد أسباب ميل بعضنا إلى العنف في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فتحولت الحياة الدنيا إلى عنف قولي وفعلي خوفاً من عذاب النار على غيرهم ولا يتمهلون ويتأملون آيات الرحمة والمغفرة ومضاعفة الحسنات والتجاوز عن السيئات إذا صح المعتقد . فكم من عاص مقترف للكبائر كانت ميتته تبشر بعلامات الرحمة وكم من عابد صالح باغته الموت في نهاية مروعة تشبه نهاية كثير من العصاة فهل يجزم أحدنا بشيء حول ذلك ؟ هيهات لنا أن نعرف شيئاً من أمر الآخرة ونحكم بها لذاك وهذاكما يفعل بعض المتجاوزين في روايات لا يصدقها إلا السفهاء من الناس . قبل أيام وصلتني رسالة هي مما يصاغ بسذاجة مخجلة بطلها شاب عاص لا يستجيب لطلب من يدعونه للخير وفجأه يقرر ذلك الشاب أن يحضر مجلس علم والشيخ يتحدث عن الحور العين ولكنه لا يكمل حديثه لأمر عارض فيحتد الشاب ويغضب ويترك المكان ويذهب لبيته ليفتح المواقع بحثاً عن المزيد من الأقوال عن الحور العين ويموت الشاب في ليلته ويكتشفون أن آخر ما رآه في الكمبيوتر هو حكايات عن الحور العين فيتناقلون البشرى بحسن الختام له . إن التعليق على هذه الحكاية يطول ولكن المقام لا يتسع إلا لنقول لماذا كثر الحديث عن حور العين ؟ أمن باب توظيف الغريزة الجنسية عند الشباب فيما هو خير حتى صار الحديث عن الحور أمراً شائعاً بطريقة سيطرت على كل ما عداه من أشكال الترغيب ووجدنا بعض المتحدثين يصف الحور العين وصفاً دقيقاً من رأسها حتى أخمص قدميها بطريقة مقززة وكأنه جلس معها من قبل . ما هذا التدني في مستوى الخطاب ؟!! ألا يتقون الله في عقول الناس وهم يحدثون عن أمور غيبية ويكاد أحدهم ألا يختلف في ذلك عن الكهنة والعرافين !! إن للموت جلالا وهيبة فلا تسيئوا له بمعتقداتكم السفيهة . واتركوا الأموات لربهم . Twitter: @amalaltoaimi