عندما يستحوذ قطاع التأمين على 29 بالمائة من إجمالي تداولات السوق ويصبح أشدّ استقطابًا لرؤوس الأموال من قطاع الصناعات البتروكيماوية الذي استحوذ على 13 بالمائة فقط والذي يعتبر أحد أهم قطاعات السوق السعودي على الإطلاق لارتباطه بالنفط الذي تعتبر المملكة هي أكبر مصدّر له في العالم فضلًا عن أن أكثر من ثلثي شركاته رابحة وذات مكررات أرباح منخفضة نوعًا ما بينما نشاهد أن معظم مكررات أرباح شركات قطاع التأمين عالية جدًا أو في المنطقة السالبة وعلى الرغم من ذلك نشاهد هذا التوجّه وهو الأمر الذي يدفع إلى التساؤل حول ماهية هذه التعاملات وهل هي توجّه صحيح لرؤوس الأموال وأن أخبارًا هامة جدًا وجيدة ينتظرها القطاع ومن يقوم برفع الأسهم يعلم مسبقًا هذه القرارات أم أنها أحد عمليات نقل الأسهم من محفظة إلى أخرى لخلق حالة من ارتفاع قيم التداول للفت انتباه المتعاملين إلى القطاع.. يجب علينا جميعًا أن نكون حذرين في التعامل العشوائي مع السوق حيث إن حدوث هذا الأمر قد يدفع بفقدان تدريجي لثقة المتعاملين في أداء السوق والتوجّه إلى أماكن استثمارية أخرى قد تكون أكثر أمانًا واطمئنانًا. المؤشر العام بدأ المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية تداولات الأسبوع الماضي بجلسة ضبابية بعض الشيء، حيث لم يكسب بها إلا عددًا قليلًا من النقاط لم يتجاوز السبع ليعطي انطباعًا يحمل في طياته بعض القلق من احتمالية تعرّض المؤشر لبعض الضغط البيعي عند هذه المستويات خصوصًا أنه يقترب شيئًا فشيئًا من أخطر مقاومة له بالقرب من 6969 نقطة، والتي تعتبر مفتاح الصعود إلى مستوياتٍ تبعد عن المناطق الحالية بما يقارب الألف ومئتي نقطة وبهذه المخاوف وصل المؤشر خلال الأسبوع الماضي إلى مستويات 6841 قبل أن يتعرّض بالجلستين الأخيرتين إلى ضغوطٍ بسيطة كبحت صعوده ودفعته للإغلاق عند مستويات 6811 نقطة؛ ليكون بذلك قد كسب خلال خمس جلسات ما قيمته 14 نقطة فقط، وهو ما نسبته 0.2 بالمائة وبإجمالي تداولات وصلت إلى 42.5 مليار ريال بانخفاض عن الأسبوع الذي سبقه بما يقارب ال 909 ملايين وهو ما نسبته أيضًا 2.1 بالمائة من قيمة تداولات الأسبوع ما قبل الماضي ولكن بالرغم من ذلك تبقى قيم التداول مرتفعة مقارنة بما كانت عليه قبل أشهر من الآن، فهل هذه الارتفاعات سوف تدعم فكرة اختراق المقاومة الأشرس حاليًا والمتمثلة بأدنى إغلاق شهري في قاع الموجة الهابطة الأولى الرئيسية التي نشأت بعد فشل المؤشر في الاستمرار في الصعود ومن ثم الهبوط من مستويات ال21000 نقطة، حيث استمر الهبوط بشكل شبه متواصل إلى مناطق 6767، ولكن من الأفضل أن نعير انتباهنا إلى مستويات الإغلاق خصوصًا أننا نتكلم على إطار زمني شهري وهنا أود الإشارة إلى أن مستويات 6939 تعتبر مستويات مقاومة قوية، حيث إنها سقف المسار الجانبي الذي يسير به المؤشر منذ أن كسره مع نهايات العام 2008 تقريبًا وعليه فإن اختراقه سوف يدعم تصوّر ذهاب المؤشر إلى مستويات مقاومته الرئيسية الواقعة على مناطق 8056 والمتمثلة بحاجز 23.6 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الكلية الهابطة على الإطار الزمني الشهري. قطاع البتروكيماويات تراجع مؤشر قطاع الصناعات البتروكيماوية خلال تداولات الأسبوع الماضي إلى مستويات 6273 نقطة بخسارة وصلت إلى خمس وعشرين نقطة فقط وهو ما نسبته 0.4 بالمائة فقط من قيمة افتتاحه الأسبوعي عند مستويات 6299 نقطة حيث بدأ تداولاته وأنهاها بتخبّط واضح، حيث إن الجلسات الخمس كانت في مسار جانبي، ولم تكن توحي بأي مظاهر للصعود أو الهبوط بل إن أعلى نقطة وصلها المؤشر خلال التداولات كانت عند مستويات 6317، والتي تعتبر قريبة جدًا من منطقة مقاومة شرسة تتمثل بحاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي والواقع على 6344 نقطة وبالاقتراب منه واجه المؤشر عمليات بيع دفعته للتراجع إلى مستويات إغلاقه المذكورة أعلاه لينهي تلك التداولات بقيم تداول وصلت إلى 5.7 مليار ريال، وذلك بانخفاض بلغت قيمته 1.6 مليار عن الأسبوع الذي سبقه وهو ما نسبته 21 بالمائة، وتأتي هذه التداولات في منطقة محاطة بدعوم هامة وكذلك مقاومات رئيسية أما بالنسبة للمقاومة فالأولى تأتي عند سقف المسار الجانبي الذي يسير به المؤشر منذ ستة أشهر من الآن والواقع على مناطق 6370، أما بالنسبة للدعم فهو عند الضلع السفلي لذات المسار عند 5829 نقطة، وهنا يجب الانتباه إلى أن اختراق أو كسر أحد هذين المستويين سوف يدفع بالمؤشر في ذات اتجاه الكسر وربما لمئات النقاط لذا يجب الحذر جيدًا في اتخاذ قرار الشراء، حيث من الأفضل أن يتم ذلك بالقرب من مستويات الدعم الحالية أو بعد تأكيد اختراق المقاومة الأولى له بأحد أساليب التأكيد وما أود إضافته أن اختراق المقاومة الحالية سوف يدفع المؤشر إلى مستويات المقاومة التالية عند 7122 نقطة على أقل تقدير أما كسر الدعم الحالي فسوف يدفع بالمؤشر إلى زيادة مستويات 5472 نقطة، وأخيرًا فإن اللافت ذكره أن تداولات القطاع بلغت نسبتها 13.6 بالمائة من إجمالي تداولات السوق فقط. قطاع الأسمنت على الرغم من انخفاض قيم التداول خلال الجلسات الخمس الأخيرة في تداولات قطاع الاسمنت إلى 882 مليون ريال وذلك بتراجع وصل إلى 263 مليون وهو ما نسبته 23 بالمائة تقريبًا حقق مؤشر القطاع ارتفاعات واضحة بلغت 171 نقطة وهو ما نسبته 3 بالمائة من قيم افتتاحه الأسبوعي عند مستويات 5708 نقاط والتي تأتي فوق حاجز الدعم الرئيسي الأول للمؤشر الواقع على مستويات 5671 والمتمثلة بحاجز 61.8 بالمائة، فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي الذي تراجع مع بداية التداولات ليختبرها ومع فشله في الجلستين الأولى وبداية الثانية أيقن المتعاملون أن حاجز الدعم لا يزال صامدًا وعليه بدأت أوامر الشراء تنهال على بعض شركات القطاع الأمر الذي أدى إلى انطلاقه لأربع جلسات متتالية كانت نهايتها الإغلاق عند مستويات 5879 نقطة؛ ليتجه بذلك إلى مستويات المقاومة التالية عند مناطق 6360 نقطة، والمتمثلة بحاجز 76.4 بالمائة من ذات الموجة المذكورة أعلاه وعلى هذا التصوّر فإن الدخول الشرائي في إحدى شركات هذا القطاع يعتبر أمرًا جيدًا ومدعومًا بترجيح فكرة الصعود من حيث مؤشر القطاع وتأتي هنا المرحلة الثانية والأهم وهي البحث عن شركة رابحة ذات متانة مالية وماضٍ جيد ومكرر أرباح منخفض وعند سعر قريب من القيمة الحقيقية ولم ينطلق بعد عندها، حينها يمكننا التفكير في الدخول الشرائي الذي يمكن وصفه بأنه منخفض المخاطرة وإن كان غير ذلك فالسوق مليء بالفرص ولا داعي لأن يتقيّد المتعامل في قطاع معين أو شركة معينة. قطاع التأمين استحوذ قطاع التأمين على ما نسبته 29 بالمائة من إجمالي تداولات السوق خلال الأسبوع الماضي، حيث بلغت قيمة التداولات 12.3 مليار ريال وذلك بارتفاع عن الأسبوع الذي سبقه ب 2.3 مليار وهو ما نسبته 23 بالمائة وتأتي هذه الارتفاعات مع تحقيق المؤشر صعودًا إجماليًّا خلال خمس جلسات بلغت قيمته 55 نقطة وهو ما نسبته 4.7 بالمائة من قيمة افتتاحه الأسبوعي عند 1178 نقطة، حيث كسب المشترون الجولات الخمس ودفعوا المؤشر ليصل في جلسته الأخيرة إلى مستويات 1243 نقطة قبل أن يتراجع ليغلق عند مناطق 1233 نقطة، وذلك دون مستويات المقاومة الرئيسية الواقعة عند 1239 نقطة والمتمثلة بحاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي وتأتي بالقرب من قمة موجة تصحيحية وتعتبر أيضًا سقف المسار الجانبي الذي يسير به مؤشر القطاع منذ ما يزيد على الثلاث السنوات وهو ما يرفع من شأن المنطقة كمستوى مقاومة عنيف جدًا يعتبر اختراقه أمرًا في غاية الأهمية، حيث إنه قد يدفع المؤشر للتوجّه إلى مستويات المقاومة التالية عند مناطق 1477 نقطة والمتمثلة بحاجز 50 بالمائة، فيبوناتشي من الموجة السابق ذكرها، وهنا أود الإشارة إلى أن تداولات الأسبوع القادم ستكون هامة للغاية. ما يبدو لي أن اختراق المستوى المذكور سوف يدفع المؤشر للصعود لمائة أو مائتي نقطة ومن ثم الدخول في موجةٍ تصحيحية على شكل مسار جانبي يميل إلى الهبوط.