مقبرة المال مصطلح يطلقه البعض من المتعاملين على المسارات الجانبية التي تسير بها الأسعار حيث ان الأموال التي تم الشراء بها تبقى متجمدة بعض الشيء أثناء تلك الفترة حيث لا يكون هناك مردود مادي مجزٍ لها فضلا عن أن الشراء أو البيع في المناطق الوسط بهذه المسارات يحمل من المخاطرة الكثير حيث ان البعض لا يدرك حدود ذلك المسار جيدا ويقوم بالشراء أو البيع بناء على نصيحة أحدهم أو بتوصية من موقع على شبكة الانترنت وما إلى ذلك من وسائل وقد تكون صحيحة و قد لا تكون وهذا ما نحن بصدده حيث ان المتعامل المحترف يجب أن يكون لديه من العلم ما يكفيه للتأكد من صحة تلك المعلومات والتوصيات من عدمها حيث انه وبنظرة بسيطة على الرسم البياني على سبيل المثال يمكنه اكتشاف أن موقع سعر الشراء يتناسب وقريب من الضلع السفلي لذلك المسار أي مناطق الدعم القوية أم لا والعكس أيضا بحالة البيع ... يجب على المتعامل أن يتعلم كيف يصطاد بنفسه لا أن يكتفي بالأكل فقط . المؤشر العام حقق المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية ارتفاعا جيدا خلال تداولات الأسبوع الماضي حيث تمكن من الصعود ب 80 نقطة وهو ما نسبته 1.1% من قيمة افتتاح الشمعة الأسبوعية الماضية عند مناطق 6982 والتي كانت البداية لصعود استمر طوال الجلسات الخمس الماضية حيث لم يحدث أي إغلاق يومي سلبي وهو ما يشير إلى وجود قوى شرائية مسيطرة على هذه المناطق وهو ما ينعكس بدوره على أسلوب التعاملات فعندما يشاهد المتعامل أن السيطرة للمشترين فإنه يقوم بسحب عرضه على أقل تقدير ما يقلل من قيمة المعروض أمام المطلوب فترتفع الأسعار تدريجيا وهو ما ينعكس بدوره على المؤشر العام للسوق ... إن هذه المكاسب التي تحققت جاءت بتداولات منطقية بحدود 28 مليار ريال وذلك بتراجع عما كانت عليه في الأسبوع ما قبل الماضي عند مستويات ال 36.3 مليار أي بتراجع بلغ 8.3 مليار ريال وهو ما نسبته 22.8% من قيمة تداولات الأسبوع الأقدم ولكن ما أود الإشارة إليه أن هذه التراجعات ليست بالحقيقية حيث ان قيم التداولات الحالية هي السائدة خلال الفترة الأخيرة إلا أن تداولات الأسبوع ما قبل الماضي كانت الاستثنائية بسبب إدراج احدى شركات الإسمنت والتي حصل عليها تداولات في جلستين فقط بما يقارب الثمانية مليارات ريال وعليه فإن على المتعامل ألا يقلق من هذه التراجعات في قيم التداولات فقد عادت إلى مستوياتها الطبيعية ... بأي حال وبالعودة إلى وضع المؤشر فنيا فإن إغلاقه عند مستويات 7062 نقطة يعتبر جيدا بعض الشيء من حيث المكاسب إلا أنه بالقرب من مستويات مقاومة شرسة تبدأ عند مستويات 7084 نقطة والمتمثلة بحاجز 38.2% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي والموضحة بالرسم البياني المرفق ومن ثم مستويات 7179 نقطة والمتمثلة بالضلع العلوي للمسار الجانبي الذي يسير به المؤشر منذ ما يزيد على الثمانية أشهر بقليل والتي كبحت صعود المؤشر لأكثر من مرة آخرها كان قبل خمسة أسابيع من الآن حيث تعرض المؤشر عندها لموجة جني للأرباح أفضت إلى بقائه عند تلك المستويات وعدم ارتداده كثيرا ما يعطي انطباعا إيجابيا لدى البعض أن الاختراق سيكون في المحاولة القادمة إلا أنه ليس هناك ما يؤكد هذا الكلام بل إنه مجرد توقعات وترجيح سيناريوهات على أخرى . قطاع الاتصالات ساهمت التداولات الشرسة على شركة المتكاملة في قطاع الاتصالات وذلك بإحدى جلسات تداولات الأسبوع ما قبل الماضي في رفع قيم تداولات ذلك الأسبوع إلى مستويات 3.1 مليار ريال وذلك بالطبع مع مساعدة بشكل عام من جميع الشركات المدرجة تحت قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات وقد كانت حصيلته تراجعات بنسبة 1.69% إلا أن تداولات الأسبوع الماضي أتت على العكس تماما حيث كانت حصيلته ارتفاع مؤشر القطاع خلال الجلسات الخمس الماضية بخمس نقاط فقط وهو ما نسبته 0.2% أي أنه لم يصل إلى مستويات ال 1% من قيمة افتتاح شمعته الأسبوعية عند مناطق 2227 نقطة ، وقد كان سلوك المؤشر خلال الجلسات المذكورة متذبذبا حيث هبط في الجلسة الأولى ثم صعد في الثانية والثالثة وتراجع في الرابعة والخامسة ولينهي تعاملاته عند مستويات 2232 نقطة والتي تعتبر قريبة من مناطق المقاومات الرئيسية الحالية حيث تأتي بين مناطق 2279 – 2313 نقطة والمتمثلة بقمة الموجة الصاعدة الأخيرة على الإطار الزمني الأسبوعي والموضحة بالرسم البياني المرفق والتي كبحت الصعود المتواصل لمؤشر القطاع لقرابة ال 41% من قيمة بداية تلك الموجة عند مستويات 1610 نقاط حيث استمر الصعود إلى أن وصل مستويات 2279 نقطة حيث تعرض لموجة بيع وجني أرباح شرسة كبحت صعوده ودفعته للدخول في موجة تصحيحية وصلت إلى مناطق 1959 نقطة حيث تعرض القطاع عندها لموجة شراء جيدة دفعته للصعود واختبار مستويات المقاومة المذكورة أعلاه والتي تجاوزها قليلا إلا أنه فشل في الإغلاق أعلاها وتأكيد الكسر مما أدخل مؤشر القطاع مسارا جانبيا بالقرب من مناطق المقاومة إما تمهيدا لاختراقها وإما المحافظة على البقاء بهذه المستويات لبيع أكبر قدر ممكن من الأسهم عند أعلى قيمة سعرية ممكنة ... إن تراجع قيم التداولات في الأسبوع الأخير إلى مستويات 783 مليون ريال وبنسبة وصلت إلى 75- % من قيم تداولات الأسبوع ما قبل الماضي يعني أن عمليات البيع عند المستويات الحالية قليلة بسبب تحفظ المتعاملين على البيع أملا في صعود المؤشر واختراق مستويات المقاومة الحالية وبذات الوقت فإن المشترين ليسوا على يقين من ذلك الاختراق فيتجنبون الشراء خصوصا وأن المؤشر على مشارف منطقة مقاومة ليست بالبسيطة ، أعتقد عندما نشاهد هذه الحيرة فإن الخيار الأفضل هو البقاء جانبا إلى أن تتضح الصورة بشكل جيد ويكون الدخول الشرائي آمنا وعند أدنى مستوى من الخطورة ... قطاع التأمين انخفضت قيم تداولات قطاع التأمين خلال تداولات الأسبوع الماضي إلى مستويات 3.9 مليار ريال بعد أن كانت في الأسبوع ما قبل الماضي عند مستويات 8.2 مليار ريال أي بتراجع بلغت قيمته 4.2 مليار ريال وهو ما نسبته 51% من قيمة تداولات الأسبوع الأقدم ... ويعتبر هذا الانخفاض في قيم تداولات القطاع بسبب عدم رغبة البعض من حملة الأسهم من التخلص منها خصوصا بعد أن انخفضت بشكل لافت خلال الشهرين الماضيين ويمكن اكتشاف ذلك من هبوط مؤشر القطاع خلال تلك الفترة من مستويات ال 1500 نقطة إلى مستويات إغلاقه الأخيرة عند 1232 نقطة والتي تعتبر من الناحية الفنية كسرا لمستويات دعم جيد يتمثل في حاجز 38.2% فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الهابطة على الإطار الزمني الأسبوعي والموضح بالرسم البياني المرفق والواقع على مستويات 1239 نقطة ولكن الكسر بسبع نقاط فقط لايمكن الجزم به بل يحتاج إلى إغلاق أسبوعي آخر دون مستويات الدعم المذكور والذي تحول إلى مقاومة بفعل الكسر الحاصل حاليا .. بكل الأحول فإن المستويات الحالية ليست جيدة للشراء حيث ان احتمالية استمرار هبوط المؤشر واردة بسبب حالة الخوف والملل التي بدأت تتغلغل في نفوس المتعاملين وخصوصا الذين أصبحت لديهم القناعة بأن القطاع بشكل عام هو قطاع مضاربي بامتياز وعليه فإن نسبة المغامرة والخطورة في التعامل بشركاته تحمل في طياتها الكثير من الخسائر كما هي الأرباح إلا أن أسعار الشركات حاليا ليست مشجعة على الاستثمار حيث انها مرتفعة جدا فضلا عن الخسائر التي تتكبدها رُبعا بعد رُبع .