لم تنتظر ايران كثيرا لاستغلال الفرصة التاريخية التى سنحت بعد الربيع التونسي لتوثيق علاقاتها مع تونسالجديدة ففي اقل من عامين نجحت ايران في توقيع 16 اتفاقية اقتصادية وثقافية وفنية وتعليمية وإعلامية، واستضافت اسبوعا ثقافيا في طهران ، بل وأصدرت في 6 فبراير 2013م قرارا من جانب واحد يقضي بإلغاء التأشيرات عن التوانسة الراغبين في زيارة ايران . كانت الزيارة الأهم في 24 فبراير 2012م حيث قام وزير الخارجية الايراني علي صالحي بزيارة تونس والتقى بالرئيس التونسي المنصف المرزوقي ورئيس الوزراء ووزير الخارجية التونسي وحرص على لقاء الشيخ راشد الغنوشي ،واصفا علاقات ايران مع السلطات الجديدة في تونس بأنها "على أحسن ما يرام" داعيا إلى "رفع مستوى المبادلات التجارية والاقتصادية" بين البلدين وفي لقائه مع وزیر التجارة والصناعات التقليدية التونسي آنذاك البشير الزعفوري أكد صالحي " ان الحكومة الايرانية منحت المستثمرين الايرانيين في تونس تمويلا ائتمانيا بمبلغ 100 مليون يوريو لتشجيعهم على الاستثمار في قطاع الفوسفات التونسية". ولم توفر ايران استخدام "دبلوماسية السينما" لتوثيق العلاقات مع الشعب التونسي ، حيث افتتح الوزير الايراني بحضور نظيره التونسي " اسبوع السينما الايرانية" وسط اقبال جيد من الشعب التونسي . من حق اي دولتين في العالم تعزيز علاقاتهما الثنائية وتطويرها خدمة لمصالحهما الوطنية،لكن من المؤكد ان ايران ستكون هي المستفيدة من تعزيز العلاقات مع تونس مستغلة الظروف السياسية الحالية والاوضاع الاقتصادية الصعبة ..والايام القادمة ستثبت ذلك كما لم تنتظر ايران كثيرا لاستغلال الاوضاع الاقتصادية الصعبة التى تمر بها تونس ولو على حساب احراجها دوليا ففي 19/7/2012م قام وزير الصناعة والتجارة الايراني مهدي الغضنفري بزيارة لتونس مؤكدا أن بلاده تعتزم رفع حجم مبادلاتها التجارية مع تونس الى مليار دولار ،بشرط استخدام مقايضة (النفط بالفوسفات) لتفادي العقوبات الغربية دون اي اعتبار لأي عقوبات دولية قد تتعرض لها تونس . في المقابل تستثمر ايران علاقاتها القديمة مع الشخصيات التونسية ففي 10 اغسطس 2012م قال زعيم حزب النهضة التونسي الشيخ راشد الغنوشي أثناء استقباله للسفير الأيراني في تونس "بيمان جبلي " :إن ألإمام الخميني احد اكبر المصلحين في التاريخ المعاصر ،وان الثورة الاسلامية الايرانية شقت طريقها بقوة تحت زعامة قائد الثورة آية الله على خامئني" وفي 30 ديسمبر 2012م شدد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لدى استقباله السفير التونسي الجديد في طهران خالد زيتوني، ، على ضرورة تعزيز العلاقات الايرانيةالتونسية على جميع الصُعد، ،ومن جانبة اكد السفير التونسي على وجود ارادة تونسية حكومية وشعبية لتوطيد العلاقات مع طهران على جميع الأصعدة اكثر من ذي قبل،باعتبار ان الثورة التونسية وفرت الفرصة لإرساء علاقات حديثة مع الدول الاسلامية وخاصه مع ايران. و تواصل ايران تصريحاتها الرسمية في كل مناسبة وآخرها ما ذكره المرشد علي خامنئي في خطبة الجمعة التي ألقاها باللغة العربية في 3 فبراير 2012 بمناسبة حلول الذكرى ال 33 للثورة الإيرانية ، بقوله: "الثورة الإسلامية التي نجحت في إسقاط أكبر ديكتاتور علماني في إيران تعُم الدول العربية الآن ، وأن انتخابات مصر وتونس وتطلعات الشعوب العربية الأخرى تدل على أنهم يريدون أن يكونوا مسلمين معاصرين دون إفراط و تفريط". وتدعم ايران الجمعية الشيعية التونسية المُسماة "جمعية أهل البيت الثقافية" والتى يترأسها التونسي عماد الدين الحمروني، وتحاول استخدامها فضاءً للتشييع وجعلها مركز استقطاب للعديد من الشباب التونسي المتشيع وربطهم بالحوزات العلمية في إيران. من حق أيّ دولتين في العالم تعزيز علاقاتهما الثنائية وتطويرها خدمة لمصالحهما الوطنية،لكن من المؤكد ان ايران ستكون هي المستفيدة من تعزيز العلاقات مع تونس مستغلة الظروف السياسية الحالية والاوضاع الاقتصادية الصعبة ..والأيام القادمة ستثبت ذلك .. @abdulahalshamri