حث امين عام الانتربول، رونالدو نوبل، السلطات في سنغافورة على اعتقال المشتبه الاول في فضيحة التلاعب في النتائج التي هزت الكرة العالمية، وذلك بعدما القت السلطات الايطالية القبض على احد شركائه المزعومين. وقال نوبل في مؤتمر صحافي عقده في كوالالمبور اليوم الخميس ان على السلطات العمل من اجل اعتقال تان سيت اينغ، المعروف بدان تان، الذي اصبح المشتبه به رقم 1 في فضيحة التلاعب بالنتائج التي طالت 700 مباراة حول العالم. "ان واقع احتمال وجود رأس منظمة اجرامية في بلد معروف بانه امن مثل سنغافورة، يثير قلق السنغافوريين والعالم"، هذا النداء الذي اطلقه نوبل بعد يومين من الاجتماعات بين الانتربول ومسؤولين كرويين عالميين عقب قيام الشرطة الايطالية بالقاء القبض على احد الشركاء المزعومين لدان تان، السلوفيني ادمير سوليتش، في مطار مالبينزا في ميلانو. والقت الشرطة الايطالية القبض على سوليتش الذي يشتبه بانه ينتمي الى منظمة مراهنات يطلق عليها اسم "زينغاري"، اي الغجر، ويتزعمها تان، بعد وصوله الى ميلانو من سنغافورة وذلك بحسب وكالة "انسا" الايطالية. واصدرت مذكرة توقيف دولية بحق سوليتش في كانون الاول/ديسمبر 2011 لارتباط اسمه بفضيحة المراهنات على مباريات كرة القدم في ايطاليا "كالتشوسكوميسي" والتي تسببت بايقاف العديد من اللاعبين والمدربين والاداريين. واشاد نوبل في وقت سابق بالسلطات السنغافورية التي زودت الانتربول والسلطات الايطالية بمعلومات حول وصول سيليتش الى ايطاليا، رغم ان رئيس الشرطة الدولية لم يسم المشتبه به او يكشف عن جنسيته. وطلب السلوفيني الى التحقيق لعلاقته بمنظمة تان التي يشتبه بانه على صلة في التلاعب بنتائج المباريات في 60 دولة. ورغم الاشتباه بتان على انه المشتبه بع رقم 1 في فضيحة التلاعب بمئات مباريات كرة القدم في مختلف انحاء العالم، يبقى رجل الاعمال السنغافوري يعيش حياة هادئة في البلد الاسيوي الصغير، ما بين زياراته الى الكازينو ومشاويره في سيارة بي أم دبليو. في الحملة الواسعة التي تقودها شرطة "يوروبول" التي كشفت عن التلاعب في مئات المباريات حول العالم، تم الاشتباه بمئات اللاعبين والمسؤولين. حكم على 14 شخصا وتم اطلاق اكثر من 100 ملاحقة قضائية. دفع هذا الامر بنوبل الى التساؤل مؤخرا عن سبب حرية تان وتحركه العلني في سنغافورة حيث يعيش حياة رجال الاعمال الطبيعية بحسب مقربين منه. يبحث تحقيق يوروبول عن تحديد رئيس المنظمة الاجرامية التي تتخذ من سنغافورة مقرا لها، وحققت اكثر من 8 ملايين يورو ارباحا لها، من خلال التلاعب بنتائج المباريات وتزويرها لتحقيق مكاسب مالية كبيرة. الشرطة الايطالية اصدرت مذكرة اعتقال ضد تان، وبحسب وثائق قانونية ذكرتها صحيفة "ذي نيو بايبر" السنغافورية، يعتبر "قائد" العمليات. تحقيقات أخرى ذكرت اسمه منذ اكثر من سنة في بلدان مختلفة خصوصا في المانيا. لكن تان، وفي مقابلة نادرة أجريت معه عام 2011، جاهر ببراءته: "اتساءل لماذا فجأة، أصبحت بنظرهم متلاعبا بنتائج المباريات. أنا بريء. لو تعرضت للاتهام من اي كان، سأذهب إلى القضاء". ظهر اسم تان، السنغافوري من اصول صينية وفي الاربعينيات من عمره، على الساحة الدولية بعد اعتقال شريكه المزعوم ومواطنه ويلسون راج بيرومال في فنلندا. حوكم بيرومال وسجن للتلاعب بنتائج المباريات، واعتبر بمثابة المصدر الرئيس للكشف عن فضيحة "كالتشوسكوميسي" في موسم 2011-2012، التي ضربت الكرة الايطالية ولا يزال اسم تان ظاهرا فيها. يشرح زايهان محمد، الصحافي الذي اجرى المقابلة مع تان، لوكالة فرانس برس: "لن يكون منطقيا بالنسبة اليه ان يترك سنغافورة. قد يتعرض للايقاف. من الافضل له ان يبقى في سنغافورة". يتابع تان اذا حياته العادية في الدولة-المدينة، بحسب زايهان، الذي يتحدث عن زيارات منتظمة له لكازينوهات رجال الاعمال. محاولة زيارته في منزله الواقع في الضواحي تبدو عقيمة، واتصالات متكررة على ارقام هاتفه المعروفة بقيت دون رد. تعتبر سنغافورة منذ فترة طويلة مركزا للتلاعب بنتائج المباريات. تعلم المتلاعبون مهنتهم في البطولات المحلية ولدى الجارة ماليزيا، قبل ان يصدروا معرفتهم مستفيدين من ازدهار المراهنات على شبكة الانترنت. تعتبر سنغافورة احدى العواصم المالية في العالم والاقل فسادا، لكنها تتهم احيانا بالتراخي. وكالة مكافحة الفساد "مكتب التحقيقات للممارسات الفاسدة" تؤكد ان "التلاعب بالنتائج لا يمكن التسامح به" في المدينة. منذ العام 2005، أجرت الوكالة ثماني عمليات تحقيق لهذه الممارسات، وأدانت 11 شخصا، لكنها ذكرت لفرانس برس انها غير معنية بالتحقيقات التي يقودها الانتربول. شرطة سنغافورة أكدت بدورها تعاونها مع ايطاليا، الانتربول ويوروبول، لكنها شددت على انها لا تزال تنتظر "أدلة ملموسة" بشأن الاتهامات التي وجهها يوروبول. لكن صبر مسؤول الانتربول بدأ ينفذ: "حتى تحصل ايقافات في سنغافورة وتعطى اسماء وتواريخ وتفاصيل محددة، سيتم التعاطي مع هذه المنظمات الاجرامية على انها فوق القانون، وسمعة سنغافورة ستدفع الثمن".