يعتبر دان تان المشتبه فيه الرقم واحد في فضيحة التلاعب في مئات مباريات كرة القدم في مختلف أنحاء العالم، لكن رجل الأعمال السنغافوري يعيش حياة هادئة في البلد الأسيوي الصغير. في الحملة الواسعة التي تقودها شرطة «يوروبول» التي كشفت عن التلاعب في مئات المباريات حول العالم، تم الاشتباه بمئات اللاعبين والمسؤولين. حكم على 14 شخصاً وتم إطلاق أكثر من 100 ملاحقة قضائية. دفع هذا الأمر مسؤول الانتربول رونالدو نوبل إلى التساؤل مؤخراً عن سبب حرية تان سيت انغ، المعروف تحت اسم دان تان، والمشتبه فيه الأول، وتحركه العلني في سنغافورة حيث يعيش حياة رجال الأعمال الطبيعية بحسب مقربين منه. يبحث تحقيق يوروبول عن تحديد رئيس المنظمة الإجرامية التي تتخذ من سنغافورة مقراً لها، وحققت أكثر من 8 ملايين يورو ارباحاً لها، من خلال التلاعب بنتائج المباريات وتزويرها لتحقيق مكاسب مالية كبيرة. الشرطة الإيطالية أصدرت مذكرة اعتقال ضد تان، وبحسب وثائق قانونية ذكرتها صحيفة «ذي نيو بايبر» السنغافورية، يعتبر «قائد» العمليات. تحقيقات أخرى ذكرت اسمه منذ أكثر من سنة في بلدان مختلفة خصوصاً في ألمانيا. لكن تان، وفي مقابلة نادرة أجريت معه عام 2011، جاهر ببراءته: «اتساءل لماذا فجأة، أصبحت بنظرهم متلاعباً بنتائج المباريات. أنا بريء. لو تعرضت للاتهام من أي من كان، سأذهب إلى القضاء». ظهر اسم تان، السنغافوري من أصول صينية وفي الاربعينيات من عمره، على الساحة الدولية بعد اعتقال شريكه المزعوم ومواطنه ويلسون راج بيرومال في فنلندا. حوكم بيرومال وسجن للتلاعب بنتائج المباريات، واعتبر بمثابة المصدر الرئيس للكشف عن فضيحة «كالتشوسكوميسي» في موسم 2011-2012، التي ضربت الكرة الإيطالية ولا يزال اسم تان ظاهراً فيها. يشرح زايهان محمد، الصحافي الذي اجرى المقابلة مع تان، لوكالة فرانس برس: «لن يكون منطقياً بالنسبة إليه أن يترك سنغافورة. قد يتعرض للغيقاف. من الأفضل له أن يبقى في سنغافورة». يتابع تان إذاً حياته العادية في الدولة-المدينة، بحسب زايهان، الذي يتحدث عن زيارات منتظمة له لكازينوهات رجال الأعمال. محاولة زيارته في منزله الواقع في الضواحي تبدو عقيمة، واتصالات متكررة على ارقام هاتفه المعروفة بقيت دون رد. تعتبر سنغافورة منذ فترة طويلة مركزاً للتلاعب بنتائج المباريات. تعلم المتلاعبون مهنتهم في البطولات المحلية ولدى الجارة ماليزيا، قبل أن يصدروا معرفتهم مستفيدين من ازدهار المراهنات على شبكة الإنترنت. تعتبر سنغافورة إحدى العواصم المالية في العالم الأقل فساداً، لكنها تتهم احياناً بالتراخي. وأكدت وكالة مكافحة الفساد «مكتب التحقيقات للممارسات الفاسدة» أن «التلاعب بالنتائج لا يمكن التسامح به» في المدينة. ومنذ 2005، أجرت الوكالة ثماني عمليات تحقيق لهذه الممارسات، وأدانت 11 شخصاً، لكنها ذكرت لفرانس برس أنها غير معنية بالتحقيقات التي يقودها الإنتربول. شرطة سنغافورة أكدت بدورها تعاونها مع إيطاليا، الإنتربول ويوروبول، وشددت على أنها لا تزال تنتظر «أدلة ملموسة» بشأن الاتهامات التي وجهها يوروبول. وقال مسؤول الإنتربول: «حتى تحصل إيقافات في سنغافورة وتعطى أسماء وتواريخ وتفاصيل محددة، سيتم التعاطي مع هذه المنظمات الإجرامية على انها فوق القانون، وسمعة سنغافورة ستدفع الثمن».