عالم الانترنت و(الإعلام الحديث) فتحا آفاقا جديدة للكل في المشاركة بمعلومات مهمة قديمة أم حديثة أو انتقاد حدث مهم أو تسليط الضوء عليه وكل له أسلوبه الذي يثريه بأنامله وطرقها على أزرار لوحة المفاتيح. لكن العجب العجاب فيمن لا يثق بنفسه (حد الاختناق) فتراه يتخفى خلف اسم مستعار (عربي أو مريخي) ليسرح ويمرح بخياله ويبحث عن الجديد في الطرق «بيد من حديد» على من تسول له نفسه أن يتناقش معه ويختلف معه في الرأي. ليست الكتابة باسم مستعار والاختباء خلف الأقنعة «شجاعة»، بل الشجاعة أن أكتب باسمي أصبت أم أخطأت ففي الأخير أستطيع محاسبة نفسي قبل أن يحاسبني المتلقي. لا ضير في الكتابة باسم مستعار طالما كنت محترما لذاتك ولحرفك ولقلمك ولم «تطعن أو تهمز وتلمز» في شخص إنسان، بل انتقد الجميع في تحركاتهم وتوجهاتهم وأعمالهم دون استنقاص من شخوصهم، والأفضل أن تبدأ بانتقاد ذاتك وتحركاتك وتوجهاتك وحتى شخصيتك داخل المنزل وخارجه. بعض من يكتب بأسماء مستعارة التي أصبحت له «غطاءً» حاجبا يعتقد من خلاله أن لا يستطيع أحد الوصول إليه، أو التعرف عليه، دأبوا للأسف على الطعن والتجريح والاستخفاف حتى وصل الحال بالدخول في الشرف والأمانة أوحتى التخوين والبعض الآخر استخدم اسمه المستعار للبحث عمّن يتعرف عليه لمآرب في نفسه لا يعلمها الله. وعلى ما يبدو أن الكثير من مستخدمي قنوات التواصل الاجتماعي قد نسوا أو تناسوا بأن «حريتك تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين» ليست الكتابة باسم مستعار والاختباء خلف الأقنعة «شجاعة»، بل الشجاعة أن أكتب باسمي أصبت أم أخطأت ففي الأخير أستطيع محاسبة نفسي قبل أن يحاسبني المتلقي. الاسم المستعار جميل متى ما استخدم في مكانه الصحيح، ولكن أن يستخدم بحد الحرية المفرطة والتي ترجع على المجتمع بوبال سقيم هو التجاوز غير المسموح به والمحرم شرعا ومنطقا. أن تكون ذا اسم مستعار يعني أنك لا تمتلك شخصية واثقة من نفسها، فاكفنا شرك وشر المرض النفسي الذي أنت فيه.