لم أكن أرغب في الحديث عن موضوع الكتابة بالأسماء المستعارة لعدة أمور أبرزها وأهمها أن لاتؤخذ هذه المقالة لتكون مدخلاً للرضا التام لاستخدام الأسماء المستعارة بشكل دائم وحق مشروع في الاستخدام المستمر . وقد ظهرت في الأونة الأخيرة كتابات كثيرة عبر الصحف بأسماء مستعارة يختفي أصحابها خلفها حتى لا يدخل هؤلاء تحت طائلة المسألة والتوبيخ.. بينما البعض يخجل عند كتابة موضوع معين بأسمه الصريح من مناقشة هذا الموضوع أو ذاك في مجالسه الخاصة أو مع أصدقائه ومعارفه.. وقد ظهرت في السنوات الأخيرة الكتابة بالأسماء المستعارة عبر المنتديات الالكترونية وتفشت معها ظاهرة الكتابات الهجومية القاسية على شخصيات اجتماعية ورموز ومسئولين يؤدون أدوارهم في مجتمعهم بشكل جيد. إن الهجوم القاسي الذي يؤدي إلى استخدام كلمات جارحة وخادشة للحياء من باب التشفي والخوض في مسائل شخصية وتصفية الحسابات أمرا غير مقبول ولا يدخل في دائرة أدب الحوار الذي يناقش الموضوعات بعقلانية وأدب متخذا سلوكا وألفاظا طيبة وجملا حسنة لا يضيق منها القاري ولا يملها المتلقي.. إن الحديث المؤدب مع الناس يعبر عن شخصية الإنسان وأدبه وسلوكه الحسن ودليلا على رجاحة العقل.. وما الحسن في وجه الفتى شرفا له إذا لم يكن في فعله والخلائق إن مستخدمي الأسماء المستعارة والوهمية للتشفي وتصفية الحسابات جريمة مخلة بسلوك الإنسان وهو شعور بالنقصان وعدم التقدير للقيم والمبادئ.. أن من يتعامل مع الأسماء المستعارة بهذه الطريقة المشينة يسيء لنفسه قبل أن يسيء للآخرين. إن كثيرا من الكتاب الكبار بدأ معظمهم الكتابة بأسماء مستعارة لكنهم لم يستخدموها تشفياً أو تصفية حسابات أو لمقاصد سيئة أو أغراضا تنطوي على نوايا فاسدة بل أستخدموها لمعرفة رجع الصدى لمقالاتهم وكتاباتهم وعندما وضحت لهم الصورة وتبين الواقع كتبوا بأسمائهم الصريحة والواضحة.. ليس عيبا أن نكتب باسم مستعار لبعض الوقت شريطة أن تكون فكرة المقالة واقعية وصلب الموضوع صحيحا لا غبار عليه وأن لا نهاجم شخصاً أو مسئولا باسمه أو بوصفه الذي يؤشرعلى الدلالة عليه وبهذه الطريقة نكون قد احترمنا عقل المتلقي ومنحنا أنفسنا والأخرين حق المناقشة والحوار الهادئ والمتزن بعيداً عن غوغائية المراهقين. وأصحاب العقول المريضة والنفوس الغير مطمئنة. والسلام عليكم.