يعد مضمار أمانة الأحساء الواقع مبناها بين مدينتي المبرز والهفوف المكتظتين بالسكان من أهم مضامير المحافظة لأولئك العاشقين لرياضة المشي التي تقع بشهادة كبار الأطباء على رأس قائمة الأنشطة الرياضية الكفيلة باكساب ممارسيها اللياقة البدنية المطلوبة وتخليص أصحاب الكروش من أوزانهم الزائدة ان حافظوا على التمسك بها بشكل يومي ، الا أن نظرة خاطفة على أوضاع المضمار تدفعني الى الشعور رغم أنفي بشئ من الامتعاض ان جاز لي الشعور به فمساراته مليئة بقدر لا بأس به من القاذورات والأوساخ والمخلفات كأعقاب السجائر والزجاجات الفارغة وقصاصات الجرائد وبقايا الأطعمة والأكياس والأخشاب ونحوها ، وأخشى أن ينطبق المثل الشعبي السائر الشهير : « باب النجار مخلوع « على الأمانة فهي المعنية بتنظيف شوارع مدن المحافظة الرئيسية والفرعية الا أن مضمارها المحيط بمبناها من كل جانب يعج بالأوساخ والمخلفات . العبد الفقير الى وجه ربه من رواد هذا المضمار يزوره بين حين وحين كلما زار واحة الأحساء ، ويتمنى في زيارته المقبلة أن تزول تلك المنغصات التي يشتكي منها جميع الرواد من حملة « الكروش « ومن غير حملتها هذه نقطة ، وثمة نقاط أخرى أذكرها على عجل هنا فأنوار المضمار لاتضاء في الليل كاملة وأحد الأعمدة الكهربائية مهشم على جانب من جوانبه ، والمضمار بحاجة ماسة الى دورة مياه للرجال وأخرى للنساء ولا عذر للأمانة في انشاء هذه الدورة لوجود مساحات أرض بيضاء ترى بالأعين المجردة داخل موقعها المجاور للمضمار مباشرة ، كما أن هذا المضمار الحيوي يخلو من « براد « ماء واحد على الأقل يتمكن الرواد من العودة اليه حينما يشعرون بالعطش ، كما أن صناديق النفايات حول جوانب المضمار غير موجودة بالقدر الكافي ، وشجر اللبلاب المسمى ب « الدباية « لا يتسلق الا على جانب واحد من جنبات سور الأمانة المحيط بمبناها ولو عمم التشجير على السور بأكمله لخلف منظرا رائعا يخدم المبنى ويخدم المضمار في آن ، كما أن مواقف السيارات لابد أن تتحول الى عرضية لا طولية لقلتها من جانب وحتى يتمكن رواد المضمار من ايقاف مركباتهم بسهولة ويسر من جانب آخر ، ومقاعد المضمار المنتشرة على جوانبه بحاجة الى ترميم وصيانة . ثمة نقطة أخيرة تحسب ايجابياتها للأمانة وأعني بها تعليق لوحات الأدعية الدينية على بعض الأعمدة الكهربائية الممتدة على مدار المضمار ، ولكنها معلقة بطريقة خاطئة فالأسلاك المعدنية الخفيفة لا تمنع الرياح من التلاعب بها وتحريك مواقعها ، وأقترح تثبيتها أسفل الأنوار الكهربائية مباشرة حتى لا تطالها أيادي الأطفال من ناحية وبطريقة تدعم تماسكها أمام هبات الرياح من ناحية أخرى ، كما أقترح تعميم هذه الفكرة على كل الأعمدة الكهربائية دون استثناء . العبد الفقير الى وجه ربه من رواد هذا المضمار يزوره بين حين وحين كلما زار واحة الأحساء ، ويتمنى في زيارته المقبلة أن تزول تلك المنغصات التي يشتكي منها جميع الرواد من حملة « الكروش « ومن غير حملتها . [email protected]