منذ زمن قدم أحد الشعراء لايحضرني اسمه الى إقليمنا الأحساء وطالت إقامته فبعث أهله ورفاقه في طلبه والعودة إلى دياره فطلب من رسولهم أن يخبرهم بأن سبب طول الإقامة يعود إلى حسن العشرة لأهل البلاد فهي تجعلك تنسى ما سواهم ولا تحس بينهم بالغربة. إن ماجعلني أستدعي ذلك الموقف هو قراءتي لرد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية عن سؤال مجلة اليمامة في عددها الصادر في شهر رجب 1413ه عن مدينة زارها وشعر بالارتياح فأجاب سموه – الكريم - إنها الأحساء وفور الانتهاء من قراءة آخر حرف كان الرد في نفسي وبشكل تلقائي وسريع والأحساء أرضا وإنساناً تبادلكم ذلك الشعور وان كان حبك لها وحبها لك لايحتاج كل منهما لإبانة وإفصاح فذلك أمر بدهي وفي غنى عن التدليل أو البرهنة لأن حب الوطن بكل أطرافه وأجزائه واصقاعه أمر لايختلف عليه اثنان والأحساء أحد أجزائه . إن من يعيش على أرض هذه البلاد يقدر لموحد شتاتها صقر الجزيرة المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الذي انتشل البلاد من الضعف والوهن والفرقة الى القوة والسؤدد والوحدة كما انه يقدر حكمة وحنكة وجهود أبنائه البررة الذين ساروا بالركب من بعده حتى وصلوا إلى الشُم الأعالي في كل الميادين والمجالات وها نحن نسعد في هذا الحكم الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ويسانده اخوته الأماجد والابناء النجباء الذين سخروا كل مابوسعهم من أجل تحقيق الحياة الراقية لهذا الوطن وأهله. المنطقة الشرقية حظيت في تاريخ مملكتنا الحبيبة بقادة حكماء بدءاً من صاحب السمو الأمير عبدالله بن جلوي مرورا بصاحب السمو الأمير سعود بن جلوي وصاحب السمو الأمير عبدالمحسن بن جلوي و صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز وصولاً إلى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز الذي يشرف منذ أيام بقيادة هذه المنطقة الحيوية بكل حنكة واقتدار وعرفنا عن سموه أنه لاينتهج إدارة المكتب ( البيروقراطية ) بل انه ينزل إلى الميدان ويتابع ويستمع ويوجه بمرئياته السديدة إضافة إلى ان الشورى مبدأ تمسك به على الدوام ويثمن الوقت ويستثمره بشكل ايجابي وهاهو في اليوم التالي لمباشرة مهامه يرأس مجلس المنطقة وهدفه في البداية والنهاية الخير للوطن والمواطن . إن صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف كان أهلا للثقة و الإرادة الملكية الكريمة التي أولاها إياه خادم الحرمين الشريفين وهو بحق الرجل المناسب في المكان المناسب عندما أناط به إمارة المنطقة ليصبح خير خلف لخير سلف صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز – أعزه الله – الذي له اسهامات تذكر وتشكر في شرقنا الجميل . إن أهلنا في الأحساء يثمنون العمل الجاد و المخلص لسمو الأمير سعود بن نايف و لمسوا ذلك إبان كان نائباً لأمير المنطقة من خلال الزيارات التفقدية المستمرة والمتواصلة والزيارات الاخوية الحبية وحثه للوزارات على العمل الحثيث لتلبية احتياجات المنطقة اضافة الى قيام سموه - يحفظه الله - بالاجتماع بأصحاب المعالي الوزراء و القيادات صاحبة القرار المحلي و التنفيذيين لمناقشة مشاريع المنطقة وهذا أمر يدل بصراحة على حب سمو الأمير سعود لبلاده والأحساء احدى مناطقها كما ان كل شبر سواء من تراب الواحة الخصب او من ثرى الجزيرة يبادلك الحب والاخلاص الكبيرين . [email protected]