أعتقد جازما أن خروج الهلال المرير من بطولة دوري أبطال آسيا ما كان ليحدث مع احترامي وتقديري لفريق كبير وبطولي وجماهيري بحجم عميد النوادي .. أقول .. ما كان للهلال أن يخرج من الآسيوية لو استفاد الهلاليون أنفسهم من دروس الماضي وخاصة درس أم صلال في النسخة قبل الماضية ودرس ذوب أهن في النسخة الماضية. لقد وجد فريق الهلال نفسه خارج منافسات البطولة الآسيوية في النسخة الحالية لنفس العوامل والأسباب التي أبعدته في النسختين الماضيتين وأهم تلك العوامل حالة الخوف الهلع من تكرار الخروج الذي شكل نوعا من الضغط النفسي الرهيب على اللاعبين مما أفقدهم تركيزهم خلال المباراة ولو عدنا بالذاكرة للمباريات الثلاث الأخيرة التي غادر فيها الهلال آخر ثلاث نسخ أمام أم صلال وذوب أهن والاتحاد لوجدنا أن الهلال لم يكن موجودا على الصعيد الفني، حتى وإن دانت له السيطرة التامة أمام أم صلال وذوب أهن ( ذهابا إيابا ) لأن العبرة في حسم المباراة على صعيد النتيجة وليس على مستوى السيطرة الميدانية . ما تقدم ذكره لا أقصد به التقليل من جدارة فوز الاتحاد بالمباراة فالعميد فاز بكل جدارة واستحقاق ولو أراد لاعبوه إلحاق الضرر بالهلال أو بمعنى آخر لو لم يكن أمامه في تلك المباراة سمعة وتاريخ ومجد الهلال لأوصل النتيجة إلى الضعف وتلك كانت ستكون الكارثة أي أن الاتحاد اكتفى بالفوز على الهلال بالثلاثة ومنعه التاريخ والمكانة والهيبة الهلالية من تسجيل نتيجة تاريخية. «ما كان للهلال أن يخرج من الآسيوية لو استفاد الهلاليون أنفسهم من دروس الماضي وخاصة درس أم صلال في النسخة قبل الماضية ودرس ذوب أهن في النسخة الماضية «نعود لموضوع خروج الهلال من الآسيوية وأهم العوامل التي ساهمت في ذلك والتي من أبرزها المثالية التي تعامل بها صناع القرار في نادي الهلال مع المباراة، حيث وصفت من الجانب الهلالي بأنها صعبة وكأنها سهلة على الاتحاد، وقال الهلاليون بأنهم أول من يبارك للاتحاد، وكأن الاتحاد سيدخل في عراك في حالة خسارته ،وقال الهلاليون أيضا: إن الفريق المقابل شرس وقوي وكأن فريقهم حملٌ وديع. من خلال هذه الأحاديث يكون الهلاليون قد مهدوا طريق الفوز من حيث لا يعلمون لكون فريق الاتحاد يلعب مبارياته مع الهلال على جزئيات أهمها جزئية التحدي والإصرار والروح المعنوية والحرب النفسية عبر وسائل الإعلام، وأحيانا اللعب الرجولي الزائد عن الحد الذي يصل لحد الخشونة وهذه العوامل غير موجودة عند الهلاليين. ومن العوامل التي أقصت الهلال من الآسيوية برودة اللاعبين وخوفهم من المباراة وظهر ذلك منذ بداية المباراة وخاصة من ماجد المرشدي والإصرار على مشاركة بعض النجوم على الرغم من عدم تأهيلهم فنيا ونفسيا وبدنيا لخوض تلك الموقعة الكروية . وأخيرا من العوامل التي أقصت الهلال التشكيل الخاطئ من جانب كالديرون وتخبطاته المستغربة من خلال تحديد مهام اللاعبين وواجباتهم في اللقاء . قبل الوداع .. محمد نور لاعب فريق الاتحاد ومحمد الشلهوب لاعب فريق الهلال هما آخر حبتين في عنقود المواهب الكروية السعودية. الموهوبان نور والشلهوب شاركا في كلاسيكو الكرة السعودية الأول ظهر وبان وأبدع وتفنن وتعملق أما الثاني فلم يساعده فريقه ولا مدرب فريقه على الظهور لذلك مهد نور طريق الفوز للاتحاد ووقف الشلهوب عاجزا وفاقد الحيلة أمام سلبية من معه. خاطرة الوداع .. أنت تسميها كارثة وأنا أصفها بالمصيبة .. ترى أيّنا الأقرب للصواب. [email protected]