تحت شعار "القطيف.. عالمية الإبداع" نظمت لجنة التكريم الأهلية في محافظة القطيف مساء الأربعاء الماضي حفلاً تكريمياً لعدد من أبنائها الذين كرموا عالمياً.. وقد تميز هذا الحفل البهيج بحضور شخصيات بارزة من مختلف مناطق المملكة ودول الخليج العربية، شاركوا أبناء القطيف فرحتهم في هذا الحفل السنوي بنسخته الخامسة، وأبدوا سرورهم بهذه المناسبة الوطنية الكبيرة التي تميزت بالتنظيم وحسن الاستقبال والحفاوة بالضيوف القادمين من خارج محافظة القطيف. يأتي التكريم في سياق الوعي بأهمية المنجز الوطني الذي يقوم على أكتاف المواطنين من خلال إبداعاتهم التي يقدمونها هدية للوطن، بعد أن رفعوا رايته خفاقة في المحافل الدولية، وهي تلك المحافل التي اعترفت بتميزهم، وهو تميز اكتسب أهميته بقدر ما قدم من منجزات إنسانية على مستوى هذا العالملابد في البداية من الإشادة بجهود لجنة التكريم الأهلية، التي نظمت هذا العرس الثقافي الكبير، والتي تقوم بعملها التطوعي سعياً منها لتأصيل العمل التطوعي في المجتمع، باعتباره قيمة إنسانية يقدمها المواطنون لمجتمعهم بأريحية وشعور عميق ووعي تام بالمسئولية تجاه الوطن ومواطنيه، ولا شك في أن تأصيل قيمة العمل التطوعي في المجتمع هدف يسعى إليه الجميع، لأنه يعبر عن التلاحم الوثيق بين أفراد المجتمع، كما يعبر عن مستوى الوعي في هذا المجتمع، بعيداً عن الاتكالية والتخاذل في تقديم كل ما من شأنه خدمة المجتمع وإشاعة الوعي بين أفراده، ولأبناء القطيف جهد وافر في هذا المجال، من خلال العديد من المناشط التطوعية المختلفة. ويأتي التكريم في سياق الوعي بأهمية المنجز الوطني الذي يقوم على أكتاف المواطنين من خلال إبداعاتهم التي يقدمونها هدية للوطن، بعد أن رفعوا رايته خفاقة في المحافل الدولية، وهي تلك المحافل التي اعترفت بتميزهم، وهو تميز اكتسب أهميته بقدر ما قدم من منجزات إنسانية على مستوى هذا العالم.. منجزات تسهم في خدمة البشرية وتحد من الويلات والمآسي التي يعج بها عالم اليوم، لتأتي هذه المنجزات في العلوم والآداب والفنون، بلسماً يشفي شيئاً من الجراح التي يئنّ تحت وطأتها عالم اليوم. ولا شك أن التكريم من المبادئ العظيمة التي حث عليها الدين الحنيف، وليس أجدى من تكريم المبدعين وهم أحياء دعما لإبداعهم ودفعاً لغيرهم للسير في طريق الإبداع، وصولاً إلى تكريم يتناسب مع ما قد يحققونه من منجزات إنسانية لافتة في مختلف مجالات الإبداع، وهذه السنة الحميدة، تؤكد رسوخ المجتمعات في ميادين التقدم، اعتمادا على الثقة بما تحققه أجيال الحاضر والمستقبل من إنجازات إبداعية متميزة، ذات تأثير على حياة المجتمع والناس، وعلى ازدهار العالم وتقدمه، وإذا كانت مؤسسات عالمية قد كرمت هذه النخبة من أبناء القطيف لينضموا إلى قائمة طويلة من أبناء الوطن المكرمين في المحافل الدولية، فلا عجب أن تحتضن هذه الواحة المعطاء أبناءها في حفل تكريمي كبير، شهده حشد كبير من أبناء هذا الوطن والدول المجاورة، وقد أتاح هذا الحفل فرصة التواصل والتعارف والحوار بين ضيوفه، وهي فرصة لا تتكرر كثيراً، في وقت نحن فيه بأمس الحاجة إلى مزيد من التآلف والتقارب والتلاحم، والحوار القائم على الاحترام والشعور بالمسئولية، والرغبة الصادقة في تجاوز العراقيل والإحباطات التي قد تعترض العمل الوطني المخلص، للسير بالوطن إلى مرافئ الأمن والازدهار من خلال البناء التنموي الشامل، الذي يسهم فيه الجميع، كل في موقعه، وحسب مسئولياته، وفي نطاق اختصاصه. وما يحققه مبدعونا في أي جزء من بلادنا، هو مكسب للوطن قبل أن يكون مكسباً للمدن أو المحافظات أو المناطق التي ينتسب إليها هؤلاء المبدعون، والوطن كان ولا يزال حفياً بأبنائه، يتيح لهم كل الفرض للتميز، ويفتح أمامهم أبواب العلم والمعرفة في الداخل والخارج، فكانوا خير سفراء لوطنهم، وليعودوا متوجين بما حققوه لأنفسهم ولذويهم ولوطنهم من تميز جدير بالتقدير والتكريم والإشادة. هنيئاً للقطيف خاصة وللوطن عامة.. بتميّز وإبداع هذه النخبة من أبناء هذا الوطن الكريم المعطاء.