"روتين" بهذه الكلمة جاء رد أحد الأصدقاء، عندما سألته سؤالاً بريئاً وروتينياً أيضاً قائلاً له: كيفك مع العمل؟؟.. قاصداً من هذا السؤال، مدى ارتياحه في أدائه مهام وظيفته التي يعمل بها منذ سنوات؟؟.. وما مدى التغيير الذي يشعر به؟؟.. ويبدو لي أن إجابة صديقنا تشير إلى الرتابة والملل والتكرار وعدم التجديد وفقدان الارتياح في المؤسسة التي يعمل فيها. ونعلم جميعاً أن أي مؤسسة أو كيان إذا لم يطاله التحديث والتجديد يذبل ويخبو ويضعف ويموت، ولا غرابة في ذلك لأن التطور والتحديث سنة كونية تفرضها متطلبات الحياة.. أن التجديد يدفع مياهاً جديدة في شرايين المؤسسة ويجعلها أكثر إنتاجاً وأكثر جدية وأكثر عطاء، وبنظرة فاحصة نجد أن هناك عدة عوامل تؤدي إلى الجمود الذي نلمسه في تلك المؤسسات، ومنها سياسات بعض الأجهزة الرسمية في الاحتفاظ بالأشخاص في مواقعهم الوظيفية سنوات طويلة ومن الملاحظ أن بعض مؤسساتنا الخدمية والإنتاجية وغيرها -لا تعرف- التجديد سواءً كان في الأشخاص العاملين فيها أو في الاستراتيجيات والآليات والبرامج التي تقدمها، بل نجد أن معظمها -ورغم مرور سنوات عديدة-، تعمل بنفس الرتابة وبنفس الروتين. غنيٌ عن القول: أن التجديد يدفع مياهاً جديدة في شرايين المؤسسة ويجعلها أكثر إنتاجاً وأكثر جدية وأكثر عطاء، وبنظرة فاحصة نجد أن هناك عدة عوامل تؤدي إلى الجمود الذي نلمسه في تلك المؤسسات، ومنها سياسات بعض الأجهزة الرسمية في الاحتفاظ بالأشخاص في مواقعهم الوظيفية سنوات طويلة، في الوقت الذي نجد فيه أن التجديد في الأشخاص يعني التجديد في الأفكار والأساليب وفي آليات العمل والبرامج، مما يعود على الميدان وبيئة العمل بنتائج ايجابية ومتطورة.. لدينا يقين تام أن حسن النية إضافةً إلى بعض المؤثرات الاجتماعية التي تفرضها طبيعة مجتمعنا، هي التي تتسبب في بقاء الأشخاص في مواقعهم لسنوات طويلة، إلّا أننا جميعاً ندرك ضرورة التغيير وضخ دماء جديدة في كافة مؤسساتنا، لأن ذلك وبكل صراحة يعود بالنفع العام على وطننا، الذي سيقطف ثمار ذلك مزيداً من التقدم والتطور والعمران، ومن محاسن التغيير والتجديد أيضاً أنه يتيح الفرصة للأجيال الجديدة وقيادات الصف الثاني في كافة المؤسسات للتقدم إلى الأمام ولتحمل المسؤولية بما يحملون من طموحات وأفكار وآمال يعززها انتماء صادق لهذا الوطن –بإذن الله- ، الذي تمتد أياديه البيضاء ليقطف ثمار عطائها المواطن حيثما كان وأينما وجد. ولا شك أن ولاة الأمر هم أول من يدفعون الشباب ويحرصون على إعداده لتحمل المسؤولية، وبذل المستطاع في تحقيق آمال المواطنين وتطلعاتهم، وهناك شواهد عديدة ومواقف نلمسها جميعاً أثبتت فيها الكفاءات الشبابية الوطنية قدرتها على تحمل أعباء المواقع القيادية التي تتولاها ، وأداء واجباتها بكل كفاءة واقتدار ، وفي مقدمة المؤسسات الوطنية التي تؤكد ما ذهبنا إليه أرامكو السعودية وشركة الاتصالات وقطاع البنوك وغيره من القطاعات الأخرى المختلفة. أما أصحاب الخبرات الذين اكتسبوها من خلال عملهم الطويل فإنه يمكن الاستفادة منهم في تقديم المشورة والرأي للشباب الذين يتسلمون منهم مواقع المسؤولية، وبذلك يكتسب الوطن خبرات متراكمة من الأجيال المتتابعة.. ويكون في ذلك خير على خير. فهل ننقي ثقافتنا من هذا الروتين؟؟ @fahad_otaish