أتابع القنوات التلفزيونية نادراً ولبرامج محددة كالأخبار المحلية أو مبارات أو برامج حوارية في قضايا عامة، فمنذ سنوات أجد ضالتي في المواقع الاخبارية على الانترنت. أما الأخبار اللحظية فمحلها مواقع التواصل الاجتماعي التي بدأت ترصد الأحداث كما يرصد المعلق المتميز مباراة لكرة القدم.. لحظة بلحظة وركلة بركلة! وقبل البارحة كنت أتابع - على غير العادة - محطة فضائية تهتم بالشأن المحلي، كان المحاور مواطنا، والضيف أكاديميا وكان أيضاً مواطنا والموضوع "سيول تبوك"، واستضاف البرنامج أحد الأكاديميين المواطنين من سكان تبوك الذي سبق أن كان عضواً في المجلس البلدي هناك. تابعت الحلقة باهتمام ليس فقط بسبب الموضوع، بل كذلك لعمق الطرح الأكاديمي في الاستديو، كان يلقي جل اللوم على تعثر المشاريع التنموية وعلى الاسلوب الذي تعد به الميزانية باعتبار أنها ميزانية أبواب وبنود وأن نظام المنافسات الحكومية ينحاز لأقل الأسعار، في حين أن الأكاديمي من تبوك بين باقتدار أن هناك أماكن مأهولة في تبوك وصلت مياه الأمطار إلى "مقابض الأبواب"! بناء البيوت واعتماد المخططات السكنية في مجرى السيول هناك تعليمات تنظمها، لكن يبدو أن تلك التعليمات لا تنفذ، ولن آتي بجديد إن قلت: إننا لسنا بحاجة إلى "طوفان" جديد في احدى مدننا أو قرانا أو هجرنا لإثبات أنه لابد من تحرك بات وقاطع وناجز ونهائي لقضية تصريف مياه الأمطار والسيول، خصوصاً أننا مررنا بتجارب مؤلمة في سيول جدة الأولى وسيول جدة الثانية وسيول تبوك.. فماذا نحن فاعلون؟ هناك من قد يظن أنه لا مشاريع تمولها الخزانة العامة لتصريف السيول والأمطار، لكن السجلات تقول: هناك عشرات المشاريع ومئات الملايين تنفق من أجل ذلك.. هل هي أحجية أم ألغاز ؟ أموال تنفق لتصريف المياه ثم نغرق في المياه ؟ الأكاديمي من تبوك شخّص الحالة وحلّ اللغز : العيب والعتب على العبارات التي تسدها الرمال والأوساخ والأتربة، والعتب عليها أنها لا تقوم بتنظيف نفسها بنفسها .. إلى متى سننتظر هذه العبارات لتكبر ويشتد عودها وتنظف؟ لقد آن الأوان أن نعاقب العبارات بأن ننظفها دورياً حتى تكون سالكة في موسم الأمطار. أكاد أصرخ من الفرح مثل أرخميدس وأهتف : وجدتها! تويتر: @ihsanbuhulaiga