تنطلق القمة الاسلامية اليوم بالقاهرة بحضور أكثر من 26 رئيس دولة اضافة الى رؤساء حكومات ورؤساء الوفود المشاركة فيها ويلقى الرئيس المصرى الدكتور محمد مرسى خطابا فى الجلسة الافتتاحية التى ستعقد فى الواحدة من بعد ظهر اليوم بعد أن يتسلم رئاسة القمة من الرئيس السنغالي. وعقدت أمس فى إطار التحضير للقمة سلسلة من اجتماعات للجان النوعية ومجموعات الاتصال واللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الاسلامى وقد نفى محمد كامل عمرو وزير الخارجية المصرى ما تردد عن عقد اجتماعات وزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي للتحضير للقمة الاسلامية, الى فنادق بعيدا عن وسط القاهرة نتيجة لتأثير المشهد الامني في مصر على القمة الاسلامية. وقال: ان هذا كلام غير صحيح بالمرة وان الاجتماعات التحضيرية عقدت بهذه الفنادق لأسباب لا علاقة لها بالوضع الامني، مؤكدا أن الاقبال الكبير على حضور المؤتمر سواء على مستوى القادة والزعماء ورؤساء الحكومات ومن قبلها على مستوى الاجتماعات الوزارية او كبار المسئولين هو خير دليل على ثقة العالم في مصر وقدرتها على توفير الامن. وعبر عمرو عن قناعته بأن الاجتماعات التحضيرية للقمة الاسلامية الثانية عشرة مضت بشكل جيد وطبيعي ولا توجد أي مشاكل, بل هناك تفاهمات بين الدول المشاركة في اجتماع وزراء الخارجية مؤكدا أن هناك توافقا حيال معظم القضايا الهامة التي يتناولها وزراء خارجية دول التعاون الاسلامي وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي رحب بخصوصها كافة الدول برفع التمثيل الفلسطيني الى صفة دولة مراقب بالامم المتحدة. وأوضح انه كان هناك توافق في الاجتماعات حيال ضرورة وقف سفك الدماء والتدمير في سوريا وتلبية طموحات الشعب السوري المشروعة، لافتا الى ان وزراء الخارجية تناولوا أيضا قضايا أخرى عديدة منها مشكلة الاقليات المسلمة في بعض الدول ما يسمى بظاهرة الاسلاموفوبيا والمشاعر المضادة للمسلمين في الدول المقيمين فيها الى جانب ضرورة التعاون الاقتصادي والعلمي والتجاري والثقافي بين الدول الاسلامية والذي يشملها الاعلان النهائي الذي سيصدر عن القمة الاسلامية، مشددا على وجود توافق كبير بين الدول حول اعلان القاهرة الختامي الذي سيصدر عن القمة الاسلامية. وعبر عمرو في مداخلته امام الاجتماع عن تهنئته للشعب الفلسطيني بإعلان دولة فلسطين بعد تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية كاسحة لصالح قرار إنشاء هذه الدولة على الأراضي المحتلة عام 1967، مؤكداً أن للقرار نتائج هامة على الأرض وعلى الصعيد القانوني وأنه سيساهم فى دفع جهود استعادة الشعب الفلسطيني حقوقه وأراضى دولته التى تحتلها إسرائيل. أكد أنه فى ضوء مساهمة حركة عدم الانحياز الأساسية فى تقديم الدعم للقضية الفلسطينية وصولاً إلى قرار إنشاء الدولة، فإنه يتعين عليها أن تضاعف من دعمها للشعب الفلسطيني فى مواجهة الممارسات الإسرائيلية للاستيلاء على المزيد من الأراضى الفلسطينية وتغيير هوية القدس.وأكد أنه فى ضوء مساهمة حركة عدم الانحياز الأساسية فى تقديم الدعم للقضية الفلسطينية وصولاً إلى قرار إنشاء الدولة، فإنه يتعين عليها أن تضاعف من دعمها للشعب الفلسطيني فى مواجهة الممارسات الإسرائيلية للاستيلاء على المزيد من الأراضى الفلسطينية وتغيير هوية القدس، وهى الممارسات التى تصاعدت بشكل ملحوظ فى الآونة الأخيرة من خلال الإعلانات شبه اليومية عن مشاريع استيطانية جديدة، وعن إجراءات عديدة من شأنها أن تغير من طبيعة مدينة القدس الديموغرافية وأن تعزل المدينة عن محيطها العربى. وأكد عمرو أن كل هذا يتطلب جهداً مضاعفاً حفاظاً على القدس عاصمة للدولة الفلسطينية وعلى الأراضى الفلسطينية بشكل عام. وأشار وزير الخارجية المصري محمد عمرو إلى أنه بجانب الدعم المعنوى، فإنه من المهم أن تقدم دول الحركة الدعم المادى للشعب الفلسطيني لمساعدته على الصمود فى مواجهة الإجراءات العقابية التى تفرضها عليها إسرائيل والمتمثلة فى تجميد أرصدة الضرائب المستحقة للسلطة الفلسطينية واستمرار الحصار المفروض على قطاع غزة مشددا على ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام لدعم الجانب الفلسطينى فى استعادة حقوقه، موكداً على عزم مصر على المُضي قدماً فى جهودها من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية توحيداً للصف الفلسطيني فى مواجهة العدوان. وقال الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو: إن «هذه القمة التي كان مقررًا أصلاً عقدها في القاهرة في 2011 وأرجئت بسبب الانتفاضات الشعبية والربيع العربي، ستناقش النزاعات الرئيسة في العالم الإسلامي» سواء في الشرق الأوسط أو إفريقيا أو آسيا. وإذا كانت الدول الأعضاء تبنت مواقف متباينة إزاء التدخل العسكري الفرنسي في مالي أو الأزمة السورية، فإن قمة القاهرة ستكون مناسبة ل «تنسيق المواقف ودعم سيادة واستقلال الدول وتقديم الحل السياسي على الحل العسكري»، بحسب أوغلو. وقال أوغلو، الذي سيغادر المنظمة في نهاية 2013 بعد أن أمضى ولايتين مدتهما ثماني سنوات «شخصيًا، أنا قلق جدًا من انتشار ظاهرة العنف والغلو الديني في بعض البلدان الإسلامية التي تعاني من مشاكل اقتصادية وفساد سياسي، وما يحدث في مالي هو نتيجة ذلك». واعتبر أن «قبول انفصال جنوب السودان على أساس عرقي وديني فتح الباب لحركات تريد الاستقلال في بلدان أخرى». ويعتبر الوضع في سوريا التي تم تعليق عضويتها في منظمة التعاون الإسلامي في أغسطس 2012، ملفًا آخر ساخنًا على جدول أعمال القمة. وقال أوغلو إن «الوضع في سوريا يتدهور ولا يمكن السكوت عليه كما لا يمكن السكوت على عجز المجتمع الدولي عن وقف سفك الدماء وتدمير البنية التحتية وتحويل السوريين إلى لاجئين داخل وخارج بلادهم». وتابع «نحن نؤيد مساعي المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي وندعو إلى الحوار والحل السلمي، فلابد من الحوار السلمي لتحقيق الانتقال الديمقراطي». وينتظر أن تدعو قمة القاهرة، وفقًا لمشروع البيان إلى «حوار جاد» بين المعارضة السورية و»القوى المؤمنة بالتحول السياسي في سوريا والذين لم يتورطوا مباشرة بأي من أشكال القمع وإفساح المجال أمام عملية انتقالية تمكن أبناء الشعب السوري من تحقيق تطلعاته للإصلاح الديمقراطي والتغيير». ووفقًا لجدول أعمال القمة، فإن القادة سيعقدون جلسة خاصة لمناقشة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وهو موضوع يدرج تقليديًا في اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي منذ تأسيسها عام 1969. ويشمل جدول أعمال القمة عدة قضايا أخرى بينها «الإسلاموفوبيا» والأقليات المسلمة في العالم وخصوصًا في بورما والتعاون الاقتصادي بين دول العالم الإسلامي وهي سوق كبيرة إذ يبلغ عدد سكانها قرابة مليار ونصف المليار شخص.