أكد نائب وزير الخارجية الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز أن المملكة بذلت جهودا مكثفة وحثيثة على جميع الأصعدة للتعاطي مع القضايا التي تهم العالم الإسلامي بجميع أبعادها السياسية والاقتصادية والإنسانية. وشدد في كلمته أمام اجتماعات وزراء خارجية الدول الإسلامية بالقاهرة أمس، للتحضير لقمة قادة الدول أعضاء منظمة التعاون الإسلامي في دورتها العادية الثانية عشرة، على تأكيد المملكة في العديد من المناسبات وقوفها إلى جانب الشعبين الفلسطيني والسوري في محنتهما وتقديمها المساعدات الإنسانية والمالية التي تخفف من معاناتهما في ظل الظروف العصيبة التي يعيشانها. ولفت إلى أن انعقاد هذه الدورة يأتي في ظل ظروف وأزمات بالغة الدقة والحساسية يمر بها العالم الإسلامي، بلغت حدا يتطلب التعاطي معها بشكل واقعي بنوايا صادقة، متحلين بروح إسلامية بهدف طرح الحلول التي من شأنها التخفيف من تداعيات هذه الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية على شعوب الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي. وقال "إن العالم الإسلامي يتطلع إلى أن يصدر عن هذه القمة موقف واضح وجلي يطالب مجلس الأمن بضرورة تحمل مسؤولياته التاريخية والأخلاقية في هذا الظرف العصيب للعمل بجدية وبرؤى موحدة لوقف المجازر البشعة التي يتعرض لها الشعب السوري، وحتى لا تصل الأزمة إلى طريق مسدود لا تحمد عقباه". ويجتمع قادة منظمة التعاون الإسلامي غدا في القاهرة بمشاركة نحو 26 رئيس دولة، من إجمالي 57 دولة عضو بالمنظمة، لمناقشة الأزمات الإقليمية، خصوصا في مالي وسورية. ورأس وفد المملكة إلى أعمال الاجتماع نائب وزير الخارجية الأمير عبد العزيز بن عبد الله بن عبد العزيز. وطالب الأمين العام للمنظمة أكمل الدين إحسان أوغلو أمس في افتتاح الاجتماع التحضيري للقمة التي تعقد تحت عنوان "العالم الإسلامي.. تحديات جديدة وفرص متنامية"، الدول الأعضاء "بالعمل على القضاء على الجنوح والتطرف واستخدام السلاح باسم الدين". وأضاف أوغلو، الذي سيغادر المنظمة في نهاية 2013 بعد أن أمضى ولايتين مدتهما ثماني سنوات، أن "هذه القمة التي كان مقررا أصلا عقدها في القاهرة في2011 وأرجئت بسبب الانتفاضات الشعبية والربيع العربي، ستناقش النزاعات الرئيسية في العالم الاسلامي، سواء في الشرق الأوسط أو أفريقيا أو آسيا". وأكد أن قمة القاهرة تكتسب أهمية خاصة، لأنها تعقد في ظروف استثنائية وفي ظل تحديات هائلة يتعرض لها العالم الإسلامي. وفي السياق، أكدت مصر أمس ضرورة وضع حد للمأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري. وقال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، أمس "المؤتمر لا بد أن يسلط الضوء على التحديات التي تواجه العالم العربي وعلى رأسها القضية الفلسطينية، معتبراً أنها "حجر الزاوية لتحقيق الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط بل والعالم أجمع، والتصدي لمحاولات تهويد القدسالمحتلة وعزلها عن محيطها الفلسطيني". وينتظر أن تدعو قمة القاهرة، وفقا لمشروع البيان الذي تم إعداده إلى "حوار جاد" بين المعارضة السورية و"القوى المؤمنة بالتحول السياسي في سورية". ووفقا لجدول أعمال القمة، فإن القادة سيعقدون جلسة خاصة لمناقشة الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وهو موضوع يدرج تقليديا في اجتماعات منظمة التعاون الإسلامي منذ تأسيسها عام 1969. ويشمل جدول أعمال القمة عدة قضايا أخرى، بينها "الإسلاموفوبيا" والأقليات المسلمة في العالم وخصوصا في بورما، والتعاون الاقتصادي بين دول العالم الإسلامي.. وهي سوق كبيرة، إذ يبلغ عدد سكانها قرابة مليار ونصف المليار شخص.