أطلقت شركة لإنتاج مستحضرات التجميل منتجاً جديداً لطلاء الأظافر يتماشى مع التعاليم الإسلامية حمل اسم «المانيكير الإسلامي» يسمح بمرور المياه من خلاله ليصل إلى الأظافر، وبذلك لا تحتاج المسلمة لإزالته عند الوضوء لكل صلاة ولا أدري ما حاجة المرأة لمثل هذا الطلاء خاصة أنه موضوع اختلف فيه علماء المسلمين والمتشددين منهم لم يحرّموه وإنما ذكروا بأنه «لا يناسبها» كونه يجعل وضوءها غير سليم! لدينا ظاهرة هوس التميّز بدأت بالتشكل منذ ثلاثة عقود يستغلها بعض المفتين والتجار كل على حسب غايته، ونظرة سريعة على القنوات الفضائية تظن وكأن بعض المفتين يعملون لحساب هؤلاء التجار فتجد الأول يرفع الكرة والثاني يضربها! وطالما ابتلينا بهذا الداء فمن الواجب أن نسأل: كيف نتميّز وما هي مقومات هذا التميّز، حيث إن التميّز بحاجة لهمة عالية وعمل دؤوب بفعل المنافسة الشرسة في زمن العولمة، واحقاقاً للحق نرى التميّز في أبهى صوره في الغرب غير المسلم عندما استحدث أساليب بحث ودراسة خرجت باستكشافات واختراعات علمية جادة نفعت بها البشرية، في حين أن كثيرا من المسلمين اتخذوا التميّز في أمور شكلية ولفظية أنتج لنا عبثا فكريا ذهب ضحيته أجيال متواصلة من الشباب تم فصلهم عن واقعهم، والغريب في الأمر أن هذا الهوس أصبح مسكوت عنه من قبل الأجهزة الرسمية وكأن هناك حالة تواطؤ مستتر! نرى التميّز في أبهى صوره في الغرب غير المسلم عندما استحدث أساليب بحث ودراسة خرجت باستكشافات واختراعات علمية جادة نفعت بها البشرية، في حين أن كثيراً من المسلمين اتخذوا التميّز في أمور شكلية ولفظية أنتج لنا عبث فكري ذهب ضحيته أجيال متواصلة من الشباب تم فصلهم عن واقعهم، من صفات هذا الهوس التركيز على المظاهر الخارجية بشكل مبالغ فيه تجعلهم يتمسكون بالقشور دون الجوهر، وتعطيهم إحساساً بالشبع الروحاني دون انتاجية تذكر إضافة إلى الرفض المطلق لأغلب مظاهر الإبداع من فنّ وموسيقى وغناء ومسرح حتى الرياضة لم تسلم من هذا الهوس باعتبارها إما مضيعة للوقت أومستوردة من الغرب الكافر، فقد سرد لي زميل قصةً وقعت في احدى المراكز الصيفية التابعة لجماعة دينية عندما اقترح أحد المحاضرين لعبة «القفز الإسلامي» بدلاً من كرة القدم والسلة وفكرتها حبل يمسكه طرفان ويقوم البقية بالقفز فوقه ولا أدري سبب تسميته بالإسلامي سوى هوس التميّز الذي اعتنقه ورغب بزرعه في عقول المشاركين من الشباب! ولا ننسى الموقف الرافض لعمل المرأة في مجالات كثيرة غدا هوسا يحرج المعتدلين خاصة مع ما ذهب إليه أحد المشايخ شبّه عمل المرأة في بيئة مختلطة بدعوتها لممارسة الدعارة، أما الصفة القاصمة للظهر هي الاقتناع المطلق بصحة رأيهم والآخرين جميعاً لا أهمية لهم، فقدرة احتمالهم للرأي الآخر محدودة جداً ويضيقون به وربما يعتبرونه ارتداداً عن الدين الحق! ليت هؤلاء المهووسون بالتميّز يعرفون أن ديننا الحنيف ليس بحاجة لقفز إسلامي ومانيكير إسلامي ليكون مميّزاً، فيكفينا اقتفاء سيرة رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام التي تمثل انسجاماً بين سلوك شخصي وعمل شاقّ حمل أمانتهما قولاً وفعلاً، هذا إن أردنا أن نلحق بالركب المتقدم، أما عدا ذلك مما سبق ذكره إضافة للمظاهر الخارجية من لحية وثوب قصير ومسواك فهي مزايدات لا تُسمن ولا تغني من جوع! تويتر : @nabeelalmojil