آلة الوضوء .. لماذا لم تكن اختراعاً إسلاميا ؟ صالح محمد الجاسر - الاقتصادية يقول الخبر الذي نشرته صحيفة الاقتصادية يوم الثلاثاء الماضي إن أستراليا اسمه " أنتوني جوميز " اخترع آلة للوضوء وتنشيف الأعضاء بشكل آلي، وإن الشركة الأسترالية التي تستعد لطرح هذا الاختراع تستهدف تسويقه في العالم الإسلامي، حيث تلقت الشركة نحو 600 طلب من مختلف أنحاء العالم الإسلامي لشراء هذه الماكينة التي تتكون من ثلاث وحدات، الأولى لغسل الأذن والفم والوجه، والثانية لغسل المرفقين والساعدين، والثالثة لغسل الكعبين والقدمين، وتسعى الشركة لدمج الوحدات الثلاث معاً في نظام واحد مستقبلا، كما سيكون هناك خطوط إنتاج لهذه الآلة في ماليزيا . ويقول مخترع هذه الآلة إنها تعمل من خلال الأشعة تحت الحمراء وإنها تتميز بتوفير المياه واختصار الوقت المحدد لعملية الوضوء. وقد استطلعت صحيفة الاقتصادية آراء عدد من العلماء حول استخدام هذه الآلة، حيث قال فضيلة الشيخ عبد الله بن منيع إنه لا مانع من استخدامها إذا استوفت شروط الوضوء الشرعي وواجباته. ومن المؤسف أن هذا الاختراع لم يفكر به عالم أو باحث من المسلمين الذين هم على اطلاع يومي على وضع أماكن الوضوء سواء في المساجد أو في أماكن العمل، وكان جل ما تفتق عنه الذهن هو استخدام صنابير تعمل آلياً حينما يقترب منها الإنسان، مع قيام بعض المساجد بتزويد أماكن الوضوء بمغاسل عادية كحل لكل من هو غير قادر على حمل جسمه على رجل واحدة أثناء الوضوء وتحقيق التوازن حتى لا يسقط في تلك الحفر التي لا توفر أدنى درجات السلامة أو النظافة، خاصة لمن يلبس الثوب، أما الإسراف في استخدام الماء فهو سمة كل أماكن الوضوء دون استثناء. إن ما نحتاج إليه تجاه هذا الاختراع وغيره من الاختراعات الأخرى التي تهمنا كمسلمين هو المسارعة إلى تطبيقها بعد تجربتها والتأكد من استيفائها الشروط الشرعية والصحية، بدلا من أن نخوض في جدل عقيم حولها لا لشيء إلا لأنها جاءت من الغرب أو الشرق، خاصة أن كل ما نستخدمه من وسائل تقنية في حياتنا قادم من تلك الجهات. ويلاحظ في الخبر أن ماليزيا بادرت بالاستفادة من هذا الاختراع ليس بالشراء منه، وإنما بإيجاد خطوط إنتاج له، وهذا دليل على ما تتمتع به ماليزيا من سرعة مبادرة، حيث تريد أن تصبح دولة منتجة تستفيد اقتصادياً من هذا الاختراع، لا مجرد مستورد لهذه الآلة، التي قد يأتي يوم وتكون هي أو ما يطور عنها جزءا من حياتنا.